الجمعة، 27 مايو 2011

الأمـــل من نظرة إجتماعية


الأمل كلمة كبيرة المعاني...عظيمة السمات
لعلها كلمة يصعب على كثير وبل على الاغلبية اتساع الافق لفهمهما
كلمة الأمل وردت في القران الكريم مرة واحدة في سورة الكهف..ذكرها لنا الله سبحانه وتعالى في اشارة الى اهمية وضرورة تلك الكلمة..فمضاد تلك الكلمة هو اليأس والذي يعني الكفر والقنوط من رحمة الله تعالى,في قصة نبينا يوسف ...عليه الصلاة والسلام ذكر لنا الله تعالى عظيم جريمة اخوة يوسف الذين كالوا له المكائد..وقاموا بخياطة شنيع الجرائم بحق ابيهم الذي هو نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام فلم يراعوا حق النبي ولم يراعوا ما ذكره الله عمن يحارب انبياء الله..وبعد تمكين الله سبحانه لنبيه يوسف وابيه بالاجتماع بعد الفرقة..ما كان جواب يعقوب لبنيه سوى ان قال:ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون..فمهما بلغ اليأس مبلغه من النفس
ومهما ادلهمت الخطوب...وعظمت الكروب..واتسعت رقعة الجراح..وغاب بصيص النجاح
فقط تذكر ان رحمة الله اوسع من حيز ومحيط تفكيرنا

أمة الاسلام..اسمى الامم..هي امة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والتي فضلها الله على سائر الامم..كيف حالها الان؟
هي امة كسيرة الجناح..معطوبة الايادي..مجروحة الفؤاد
تعيش تحت وقع الذل والهوان..لكن لم يقل لنا ربنا عزوجل ولا رسولنا عليه الصلاة والسلام ان نركن لما نحن عليه من انكسار وضعف وذلة..فالقران والسنة لم يتركوا شاردة ولا حتى واردة تبعث على الأمل والعمل..الا وذكروها..امرا ان نسلك ذلك المسلك

والعصر*ان الانسان لفي خسر*الا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر

عندما نصلح احوالنا مع الله عزوجل..عندما ينصلح فيما بيننا وبين الله..عندما نحافظ على اداء صلاة الاسلاة التي امرنا الله بها وذكر عظيم اثرها على الفرد والمجتمع وانها فلاح وحفظ ونجاح لصاحبها...عندما نتسلح بسلاح القوة الداخلية والصبر وعدم الجزع من الاحوال التي تحدنا يمنة ويسرة...عندما نعي مفهوم ذلك كله ونضعه في عين الاعتبار والبصيرة..في ذلك الوقت نعي مفهوم الأمل بمعناه الحقيقي

لمن تمكن اليأس من قلبه خذ هذه بعض الامثلة لأشخاص تغلبوا على يأسهم وهم لم يكونوا من اهل الاسلام, بيتهوفن الموسيقي ذلك الشخص الذي كان لا يسمعع صوت العالم الخارجي من حوله حيث انه كان اصم لا يسمع حتى صوت نفسه..ألف مقطوعات الموسيقى العالمية التي عند تفكير بسيط في قرارة نفسك تسأل كيف لأصم يخرج تلك المقطوعات الموسيقية وهو لا يسمع

مانديلا قضى في السجن اكثر من 30سنة..هل تعلم ما معنى كلمة السجن..هي مكان مظلم موحش لا ترى فيه اي اثر للأمل والمحيط الخارجي حيث الظلمة تحيطك كن كل جانب..لكنه قضى..بل ومضى..في مشواره نحو محاربة العنصرية بين البيض والسود..فخرج من سجنه ولكن الى اين..خرج الى سدة الحكم في جنوب افريقيا حتى اضحى رمزا لتلك البلاد...فلم يثنيه حاله ولا حتى ظرفه بأن ييأس بل تسلح بالأمل والصبر فنال مناله ومبتغاه

وخير من تلك الامثلة هي حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما التجأ الى الغار مع صاحبه ابا بكر رضي الله عنه..والمشركين يحيطون بهم من كل حدب وصوب..اثنان في غار ليس فيه اخضر ولا يابس..فيقول ابو بكر يارسول الله كيف النجاة,فيجيب صلى الله عليه وسلم فيقول : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟

وماظنك انت ايها المتلقي الكريم...والقارئ الفهيم..
ما ظنك حينما تعصف بك رياح اليأس..والحزن والهم..عندما يتفطر قلبك حزنا وأسى لما اصابك..من حال عشته...او رزقا فاتك..او هم اصابك..ما ظنك بالله عز وجل هل سيتركك على هذه الحال..لن يتركك بلا شك اذا جعلت نظرك الى وجهه الكريم..وعلقت قلبك بالله العظيم..وجعلت من العمل والامل سلاحك ونبراسك

وما انتفاع اخي الدنيا اذا استوت عنده الانوار والظلم

اي ما نفع نظرك وعينيك اذا اصبحت ترى الظلام والنور سواسية..اطرد عن نفسك اليأس والخذلان..واستبدله بعباءة الأمل والايمان..وقل مهما عظمت الصعاب فالارادة والتمسك والتعلق بالله اعظم مايكون

سعود المحمود

الأحد، 22 مايو 2011

الطمــــوح


الطموح...الرغبة في تبدل الحال..الحماس
جميعها معاني تصب في كلمة جامعة وهي الامل
الامل ضرورة لا غنى عنها في حياة الفرد والمجتمع
ليمعن كل منكم في هذه الصورة جيدا
في هذه الصورة يستطيع قراءتها من يمتلك القدرة على التحليلي التصوري للصور
...
......الشخص الظاهر في الصورة جعل نظره منصبا على شيء ما لم يظهر في هذه الصورة
القضبان تبدو امامه لكنه لم يركز عليها..كان يتأمل صورة شيء اخر..لعله الامل الذي يتجسد في شكل السماء الواسعة الافق..او الرغبة في تغيير حال معين يعيشه!! ايا يكن في حياة كل شخص آلام وآمال
والانسان يبحر فيما بينها..يذهب بين مد وجزر..واخذ ورد..في المحصلة النهائية تتمثل حياة الانسان بين تلك الكلمتين
عندما كنا في المرحلة الدراسية..طلب منا مدرس مادة التعبير كتابة موضوع عابر عن احلام كل شخص يرى نفسه فيها عندما يكبر
اخذت الورقة والقلم...كنت اكتب بلا هوادة..لكن كان شعور الكتابة حاضر..محدد
كتبت عن احلام..كنت قد كتبتها في نفسي قبل ذلك
كتبت اني احلم ان اكون اعلاميا بارزا..يبحث عن الحقيقة قبل ان يكتب عنها
نظر لي المدرس وقتها وقال: انه موضوع تعبيري ليس في محله...قد يكون حطمني..كسر في نفسي ودواخلي شيئا ما...لكنه كسر شيء في داخلي..لا ادري هل هو اليأس الذي كسره في داخلي..ربما...لكن كانت تلك النظرة معبرة جدا..كانت تمتثل امام ناظري في لحظة يأس عابرة
في داخل كل انسان منا..يعيش انسان اخر..انت لا تعرفه...لكنه يعرفك
انه اليأس...وانه الامل..انه الكسل..وانه العمل
هو شخص مبهم الهوية..مجهول المعالم
لا احد يشكله ولا يلونه الا انت فقط
هذا الانسان يتكون حسب الظروف واختلاف الخطوب وتبدل الاحوال
ويبقى الركن الاساس عليك انت كي تشكل شخصية ذلك الانسان الذي بداخلك
ليس لاي بشر دخل في ابراز ذلك الانسان سواك
اعلم تماما ان ليس ثمة شيء يقف عائقا امام تبديل واقعك..وحياتك للافضل والاحسن
وتحقيق هدفك المنشود...كان احد الاشخاص الذين يسعون لتحقيق احد احلامهم
كان قد فاته تحقيق حلمه كونه لم يتعرف على الانسان الذي بداخله..ولم يشكله التشكيل الامثل..لكنه تعرف عليه..فكتب حلمه في ورقة وقام بتعليقها عند سرير نومه
يصبح ويمسي..ينام ويقوم على ورقة التذكير هذه..وفي النهاية حقق حلمه بعد سنين
كان يقول انه لو لم يتسنى له تحقيق حلمه..فمجرد انه اشعر نفسه بالتذكير في كل لحظة يعيشها كان بمثابة السعادة بالنسبة له
لانه اعاد اكتشاف الانسان الذي يعيش بين جنباته وانه احسن حال من اناس كثر لم يتعرفوا لذلك الانسان الذي رافقهم في حياتهم
فكان مجرد الشعور بطعم الارادة والعزيمة المتسلحة بالامل والنار التي تشتعل فيها الحماسة والرغبة في تبديل نمط فكري سلبي الى اخر ايجابي حتى لو لم يتحقق حلمه كان ذلك وحده يشكل انتصارا لذاته
انها فقط القناعة والرغبة في تبديل الافكار والاطروحات في فكرك ايها الانسان

الابن ســــر ابيه


في وقت مضى كنت امشي...لا ادري الى اين..فجأة تعثرت..كنت على وشك السقوط
فاذا بتلك اليد التي لا اعرف من اين اتت..اشتلتني اشتلال القلب المحب..الذي وسع حيز الفضاء بالعطاء...كنت ابحث في جنبات نفسي عن شخص..اكتشفت فيما بعد انه ملازم لي ملازمة الروح للجسد...ملازمة الظل للانسان..ادركت فيما بعد..ان ليس هناك كلمة اكثر تعبيرا..واكبر ايجازا..وارق اح
ساسا
عندما يتجلى العطاء في ابهى حلله..والحب في اجمل صوره..والرفق با ارق عبره

وقتها اتذكر وجه----أبي----فهذه هي كلمة من اصدق الكلمات ان لم تكن اصدقها
ويبقى الابن سر ابيه

الاثنين، 9 مايو 2011

ان الله يستحي من ذي الشيبة في الاسلام

الصديق كلمة تحتوي في طياتها كثير من المعاني الصادقة..
لا غنى عنها في حياة الانسان..
الامير والوضيع...الغني والفقير..الكبير والصغير
هي كلمة مبنية على الصدق في العلاقة والمشاعر والاحاسيس..
جمعتنا صداقة ومعرفة واخوة مع احد الاخوة توفاه الله عز وجل في سالف الشهور
كانت لحياته عنوان جميل..كان عنوان تلك الحياة...ابتسامة مرسومة على محياه
ترافقه في كل حين..صدق في التعامل..عفوية في كل شيء حتى انها بدت انها سمة من سماته الشخصية التي غلفت ذلك الوجه الذي حمل ملامح وسيما الخير والصلاح نحسبه والله حسيبه..

ذات يوم تلقيت ذلك الاتصال من احد رفقائنا يخبرنا بأن والد رفيقنا المتوفى سيقيم دعوة يوجه يدعو فيها جميع رفقاء ابنه..اغلقت الهاتف..جلست استحضر شريط الذكريات الطيبة التي جمعتنا به..مرت كأنها طيف خيالا عابر..

توجهنا لبيت والد رفيقنا..رحب بنا واحتفى بنا..عدت بالذاكرة الى الوراء..تذكرت قسمات وملامح والد رفيقنا عند تشييعه ودفنه..رجل بلغ من العمر عتيا..ترك الزمان اثره عليه..
كان الرضى بقضاء الله هي الصفة الحاضرة..والتسليم لأمر الله تعالى هي الظاهرة
والحزن لفقد الابن وفلذة الكبد هي الباطنة..
بعدها قدمنا على العشاء..ذهبنا..وعند البدء..لاحظت مدى الاحتفاء بالمدعوين من اصحاب ابنه رحمه الله..رجل شابت سنينه في الحياة وتقدم في العمر..ويأتي ذلك الاهتمام والاكرام لاصحاب ابنه هي بالفعل اية من ايات الله في خلقه..
تذكرت حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي وصف فيه ان من البر ان يبر الابن اصحاب ابيه او امه بعد موته فما بالكم بالوالد يبر اصحاب ابنه..فعلا انه شي يجود به الزمان في وقتنا الحاضر الذي طغت عليه الماديات فاصبحنا نعيش تحت وطأتها..اصبح الاهتمام بمن هم حولنا..
من اصحاب..جيران..ولا ابالغ حين اقول ان ذلك شمل ايضا الوالدين والاخوان اصبح الاهتمام بهم شح مطاع او هوى متبع..
فلا يبالي الشخص بمشاعر من هم حوله..سواء بالفعل او بالقول..كأضعف الايمان

انشد الامام الشافعي من اجمل ما قيل في دواوينه الشعرية يصف فيها الصداقة قائلا:
ولا خير في خلّ يخون خليله..ويلقاه من بعد
المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده...ويظهر سرا كان
بالأمس قد خفا
سلام على
الدنيا اذا لم يكن بها..صديق صدوق صادق الوعد منصفا

كان هذا الابن رحمه الله يتصف بصفة الادب والخلق الرفيع..فهذا ان دل فيدل على حسن تربية ذلك الوالد العظيم وتلك الامة الفاضلة..



فيصدق قول الشاعر العباسي حين قال في رده على من ادعى و قرن الادب والخلق بالنسب والجاه فانشد يقول:

كن ابن من شئت واكتسب ادباً...يغنك محموده عن النسبي
ان الفتى من قال ها انا ذا..وليس الفتى من قال كان أبي

رحمك الله يا رفيقنا عبدالله واسكنك فسيح جناته ورفع ذكرك في العالمين
وألهم والديك الصبر والسلوان..وجعلك شفيعا لوالديك

الاثنين، 2 مايو 2011

شكراً لك اخي المسلم...عفوا اقصد اخي الاجنبي!!

لعل بداية العنوان تكون غريبة وملفتة...لكني اثرت فقط سحب القارئ الكريم لفحوى هذا الموضوع
قد يكون مضمون هذا الموضوع واقع ملموس...وقد لا يكون كذلك...وقد يكون ظاهرة واقعية...وقد لا تكون كذلك
لكنه موضوع مطروح للمشاركة وابداء الرأي ومناقشته
في المملكة العربية السعودية...هذا البلد الذي يمثل قلب العالم الاسلامي..ومعقل الاسلام النابض
حيث قبلة المسلمين..ومهوى افئدتهم..
انعم الله سبحانه وتعالى على هذا البلد بوافر الخيرات والنعم...لعل يأتي في مقدمتها نعمة الامن والامان
التي قل نظيرها في كثير من البلدان..

هناك عندما تلتفت في الافق سواء قريبا ام بعيدا..من خلال الاعلام..او على صعيد المجالس
تجد الكثير او القليل..على اختلاف مستوى الثقافات والتعليم..تجد الكثير ينظر نظرة دونية لاخواننا المسلمين...عفوا اخواننا الاجانب..واعتذر لاستخدامي هذه التسمية وهذا الوصف..لكني استخدمه لغرض التنظير ليس الا..هذه التسمية التي هي في غير محلها..لكن للاسف هناك من روج لها..قد يكون روج لها...اعلام..او افراد..او حتى ثقافة مجتمع..او لنقل كما يقال باللهجة العامية هي عبارة عن  "عيارة  " استخدمت لغرض التنقص..

نحن كمواطنين سعوديين...نهزأ دوما من ذلك المصري..السوري..الاردني...الفلسطيني..
بل حتى الهندي او البنغالي..ممن يعملون لدينا..بل وننظر لهم نظرة ازدراء ودونية..هذا ما استنتجته من خلال واقع نعيشه
سواء على صعيد المدرسة..او العمل..او الحي..وقس عليها اصعدة كثيرة..
بنينا هذه النظرة من خلال ما يسمى بالكفيل والمكفول..ولا اريد الخوض في هذه القضية لانها متشعبة وفيها ما فيها من عدم النظامية والظلم وخلافه..

ما اريد مناقشته في تلك الجزئية هي الجانب الديني..عندما نصف ذلك الشخص بالاجنبي..فنحن نغالط انفسنا..اليس هو اخ لك في الاسلام جمعتك به رابطة الدين قبل كل شيء..وهذه بحد ذاتها ترتكز عليها مبدأ التعامل..
فالامريكي والبريطاني من غير المسلمين يطلق عليهم وصف الاجنبي الى جانب ذلك المصري والسوري والاردني وغيرهم
هناك تناقض كبير ان تصف اجنبيا ليس بمسلم بأجنبي مسلم..

نلقي كثير من مشاكل البطالة وتفشي هذه الظاهرة ولست انكر ان هناك مشكلة حقيقية في هذا الجانب لها اسبابها وهناك من يتحمل مسئوليتها...لكن ان يحمل ذلك الاجنبي تبعات هذه المشكلة الى جانب مشاكل اخرى تحت ذريعة الاجنبي اكل علينا الجو
ففي هذا تحامل كبير..

الاجنبي هو ذلك الشخص..الذي يقوم بتنظيف الشارع...الاجنبي هو ذلك الشخص الذي يقوم باصلاح السيارة..
الاجنبي هو ذلك الشخص الذي يقوم بتصليح هاتفك الجوال..الاجنبي هو ذلك الشخص الذي يقوم باعمال السباكة..
لو افترضنا جدلا ان ذلك الاجنبي ليس في هذا البلد..من سيقوم بتلك الاعمال؟
سؤال يحتاج لاجابة قاطعة لا تحتمل انصاف الاجابة!!

نتهم غيرنا بالعنصرية...ونحن اعني مواطني هذا البلد..نمارس العنصرية ذاتها
قبل فترة مضت وتحديدا في بطولة كأس الخليج التي اقيمت باليمن وبعد تعادل منتخب السعودية مع منتخب الكويت
خرج احد الكتاب الكويتيين ووصف افراد المنتخب السعودي بأنهم افراد من منتخب افريقيا..قصدا منه الى سمرة بعض افراد المنتخب السعودي..
قامت الدنيا ولم تقعد في الاعلام الرياضي مطالبة بمحاسبة ذلك الكاتب الذي وصف تشبيهه انه عنصرية بحتة واضح للعيان..
وتناسينا اننا نمارس تلك العنصرية على صعيد معاملتنا لذلك الاخ الاجنبي الذي يعيش بين جنباتنا في السعودية
فنحن نحتقر ذلك الهندي الذي يكنس الشارع..ونحتقر ذلك البنغالي الذي يبيع في الشارع..
بل اننا نمارس العنصرية حتى على صعيدنا الشخصي كسعوديين..فتجد اهل نجد يعتبرون انفسهم اصحاب الحمية والعصمة والسؤدد..فلا يرون ما سواهم شيء يذكر..وينتقصون من غيرهم من اهل الشمال الى الجنوب..
والعكس...تجد اهل الحجاز يضمرون الكره لاهل منطقة نجد..فهم يرون انهم اهل المنطقة التي تحوي بلاد الحرمين ومهبط الوحي..
بل حتى نجد السخرية ممن ليس لهم انتماء قبلي..وقمة التناقض حينما يفكر الشخص في الزواج من امرأة ليست ذات نسبة معروف ومن قبيلة معروفة..نجد النظرة الحانقة تجاهه..ولكن على النقيض تماما نجده اذا اقترن بامرأة غربية سواء كانت امريكية او خلافها..فلا نجد تلك النظرة الحانقة..

عجبا!! اليس هذا قمة التناقض واختلاف الالوان..فتلك امرأة مسلمة مشكلتها انها عاشت في زمن همه الاكبر القبلية وضدها..
فتما مفاضلة المرأة الغربية الغير مسلمة والغير معروفة النسب..على تلك المسلمة اذن
فالعنصرية واقع نعيشه لا نجد مناص من عدم الاعتراف به حتى على الصعيد الجغرافي والتقسيمي..

خلاصة النقاش السابق..اننا لم نمتثل بعد لحقيقة الدين الاسلامي في تعاملنا مع بعضنا كانسان..وكمسلم..
فنبينا صلى الله عليه وسلم اخبرنا بقوله: دعوها فانها منتنة..يقصد بها القبلية والعنصرية
عندما لا نعرف حقيقة ديننا الاسلامي وان الاصل في التفاضل يكون بالتقوى..والتمثل بمكارم الاخلاق..وجميل الصفات
واحترام الناس..وتحسس مشاعر البشر..والاحتفاظ بالصفة الانسانية..
وقتها سنعيش صراعات التفرقة العنصرية..

شكراً لك اخي الاجنبي...عفوا اخي المسلم..اخي المسلم...اخي المسلم..

بقلم-سعود المحمود-مواطن سعودي مسلم