الاثنين، 9 مايو 2011

ان الله يستحي من ذي الشيبة في الاسلام

الصديق كلمة تحتوي في طياتها كثير من المعاني الصادقة..
لا غنى عنها في حياة الانسان..
الامير والوضيع...الغني والفقير..الكبير والصغير
هي كلمة مبنية على الصدق في العلاقة والمشاعر والاحاسيس..
جمعتنا صداقة ومعرفة واخوة مع احد الاخوة توفاه الله عز وجل في سالف الشهور
كانت لحياته عنوان جميل..كان عنوان تلك الحياة...ابتسامة مرسومة على محياه
ترافقه في كل حين..صدق في التعامل..عفوية في كل شيء حتى انها بدت انها سمة من سماته الشخصية التي غلفت ذلك الوجه الذي حمل ملامح وسيما الخير والصلاح نحسبه والله حسيبه..

ذات يوم تلقيت ذلك الاتصال من احد رفقائنا يخبرنا بأن والد رفيقنا المتوفى سيقيم دعوة يوجه يدعو فيها جميع رفقاء ابنه..اغلقت الهاتف..جلست استحضر شريط الذكريات الطيبة التي جمعتنا به..مرت كأنها طيف خيالا عابر..

توجهنا لبيت والد رفيقنا..رحب بنا واحتفى بنا..عدت بالذاكرة الى الوراء..تذكرت قسمات وملامح والد رفيقنا عند تشييعه ودفنه..رجل بلغ من العمر عتيا..ترك الزمان اثره عليه..
كان الرضى بقضاء الله هي الصفة الحاضرة..والتسليم لأمر الله تعالى هي الظاهرة
والحزن لفقد الابن وفلذة الكبد هي الباطنة..
بعدها قدمنا على العشاء..ذهبنا..وعند البدء..لاحظت مدى الاحتفاء بالمدعوين من اصحاب ابنه رحمه الله..رجل شابت سنينه في الحياة وتقدم في العمر..ويأتي ذلك الاهتمام والاكرام لاصحاب ابنه هي بالفعل اية من ايات الله في خلقه..
تذكرت حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي وصف فيه ان من البر ان يبر الابن اصحاب ابيه او امه بعد موته فما بالكم بالوالد يبر اصحاب ابنه..فعلا انه شي يجود به الزمان في وقتنا الحاضر الذي طغت عليه الماديات فاصبحنا نعيش تحت وطأتها..اصبح الاهتمام بمن هم حولنا..
من اصحاب..جيران..ولا ابالغ حين اقول ان ذلك شمل ايضا الوالدين والاخوان اصبح الاهتمام بهم شح مطاع او هوى متبع..
فلا يبالي الشخص بمشاعر من هم حوله..سواء بالفعل او بالقول..كأضعف الايمان

انشد الامام الشافعي من اجمل ما قيل في دواوينه الشعرية يصف فيها الصداقة قائلا:
ولا خير في خلّ يخون خليله..ويلقاه من بعد
المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده...ويظهر سرا كان
بالأمس قد خفا
سلام على
الدنيا اذا لم يكن بها..صديق صدوق صادق الوعد منصفا

كان هذا الابن رحمه الله يتصف بصفة الادب والخلق الرفيع..فهذا ان دل فيدل على حسن تربية ذلك الوالد العظيم وتلك الامة الفاضلة..



فيصدق قول الشاعر العباسي حين قال في رده على من ادعى و قرن الادب والخلق بالنسب والجاه فانشد يقول:

كن ابن من شئت واكتسب ادباً...يغنك محموده عن النسبي
ان الفتى من قال ها انا ذا..وليس الفتى من قال كان أبي

رحمك الله يا رفيقنا عبدالله واسكنك فسيح جناته ورفع ذكرك في العالمين
وألهم والديك الصبر والسلوان..وجعلك شفيعا لوالديك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق