الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

إلى أين تسير الثورة السورية؟

الخوف الذي نجده مقرون بالخسة والدناءة من قبل قوات النخبة العلوية في سوريا ويظهر من خلال طريقة القتل التي تمارس على الشعب السوري-الأعزل-والذي لم يحمل السلاح حتى هذا الوقت،سألت خبيرا نفسيا لماذا يفعل أولئك الجنود تلك الممارسات القذرة بعيدا هل هي من صميم ملتهم وحياتهم،فأجابتني بقوله: إن الخوف يحفز القوي الذي هو في حقيقة الأمر جبان ليقوم بأشياء توحي له بالقوة من خلال قتل الميت وسحقه بطرق بشعة فهذا من شأنه أن يعطيه إحساس بالقوة والسيطرة،وبالطبع فإن القوي فعليا لا يفعل ذلك الفعل أبدا فهذا العمل يدل على الحقد الممزوج بالخوف الرهيب.رأيت مشهد لأحد الشهداء وكيفية قتله كانت أن تم ربطه بالحبال وجعل الدبابة العسكرية تسير عليه حتى يتم سحله وطحنه،بالطبع هذا عمل خسيس لا يقوم به سوى إنسان يحمل في قلبه حقد دفين،ذلك الشهيد لا يضره ذلك السحق بالدبابة فهو في الجنة بإذن الله،ولكن ذلك العمل الدنيء سيزيد الناس بلا شك ويرفع من عزائمهم على أن أولئك المرتزقة من نظام بشار العلوي الدموي يجب القضاء عليهم،الشعب أكبر واقوى ولا يمكن لأقلية أن تقهر شعب،سوف ينتصر الشعب السوري بشهدائه وسيأتي يوم لمحاسبة ذلك النظام.لكن يبرز السؤال الأهم على مشهد التساؤل السياسي،فسوريا ربما جعلت كل خبراء العلوم السياسية في حيرة كبرى،إلى أين تتجه الثورة السورية؟ إلى أين يتجه النظام مستقبلا؟ لا أحد يعرف أو يمكنه تخيل سيناريو-صحيح-للمستقبل،الأمر محير جدا،لذا سنغوص بعمق ونضع بعض السيناريوهات للمستقبل.أولا لابد من فتح بعض المواضيع التي يعتمد عليها في هذا الشأن وهي أن سوريا دولة تعداد طوائف فالسنة والأكراد يمثلون النسبة الكبرى ومن بعدها تأتي الدروز والإسماعيلية والمسيحية ثم أخيرا العلوية.الأهم هنا أن العلويين والدروز وأيضا المسيحيين نسبتهم في الجيش السوري والأجهزة الأمنية عالية جدا بالنظر لتعدادهم فهم يسيطرون عليها سيطرة تامة.نعود لقلب الموضوع ماهي النتائج المتوقعة للصراع،أغلب السنة والمسيحيين والدروز والأكراد والعلويين إلا المنتفعين من النظام،جميع أولئك وصلوا-لقناعة-تامة أن النظام الأسدي ليس هو مصير وقدر سوريا فهذا النظام فاشل وطائفي ودموي لا يفرق بين أحد ولا مستقبل للبلاد معه فلا بد له من الرحيل،هذه القناعة هي في قلب كل مواطن سوري شريف أيا كانت طائفته،هل سينتصر النظام أم الثورة؟ قبل الإجابة على السؤال يجب علينا معرفة التالي: نظام الأسد يعتمد على شريحة قليلة من العلويين فنحن أمام أقلية الاقلية العلوية،والنظام ورط العلويين سواء بالمنافع أو بالإغراء أو التخوييف وجعل الدم يسيل لأنه يريد ذلك،دماء إخواننا السوريين وغيرها في درعا وحمص وحماه وباقي مدن سوريا،فهذه الدماء جعلت قرى العلويين في الساحل وغيرها مكدسة بالسلاح ومستنفرة-خوفا-من الإنتقام.قد يكون هناك شيء مهم غائب عن مشاهد إخواننا السوريين وهو أن الاقلية وإن كانت تسيطر في الظاهر فهي تبقى هشة وضعيفة وإن كان ظاهرها القوة،وسبب تلك الهشاشة ينبع من داخلها فالنظام السوري يتصارع بين سيطرة منتفعين مختلفين،ماهر الأسد وفريقه وبشار الأسد وفريقه وهناك فرق أخرى فهذه أنظمة تبنى على الطائفة والخوف من الطائفة،بشار وماهر لا يخفى على علمهم أن مجرد شخص علوي-واحد-قوي ومتنفذ قادر على أن يزيلهم ويطرح نفسه بديلا للنظام بوجه جديد وهنا ستوافق إسرائيل وأمريكا وذلك النظام يتشكك في نفسه وهذه النقطة مصدر قوة لإستمرار الثورة وكل يوم تمضي خيوط فجره من الثورة فهو يزيد من تآكل وضعف النظام للأسباب التالية:النظام إضطر للإعتماد على كل قواته فاصبح هناك شعور داخل لدى أولئك بأن لهم ثمن وأن كل شخص يستحق معاملة أفضل،والنظام يعاني يوما بعد يوم من تآكل شرعيته أمام العالم،وما ظهور بشار الأسد بالأمس إلا دليل قاطع على إحساسه بالتناقص شيئا فشيئا وإلا فما الداعي للظهور؟وأيضا النظام يعاني من إنحسار ثرواته وإستثماراته وهذا يعني نقص في القوة،كل يوم يمر من الثورة يعني تآكل النظام،فالنظام خائف من تدخل تركي في حالة تفاقم المذابح.سوريا هذا العام بدون سياحة وهذا دلالة على ضعف النظام من ناحية المادة التي تشكل عصب الحياة،سوريا في حالة عصيان وتمرد وثورة مدنية هي لحد الآن سلمية،ماذا سيحدث لو ثارت دمشق وحاصرت منازل المتنفذين في الجيش؟ ماذا سيحدث لو قتل الجنود ضباطهم العلويين؟ مهما كانت قوة الجيش فلن يستطيع السيطرة لا يوجد نظام في العالم قادر على الإستمرار هكذا،سوريا شعب يعرف أنهم شعب قوي مهما قهر وقتل ويعرف مدى ضعف النظام،قوة سوريا في الإتحاد بين حلب ودمشق وباقي المدن،لابد من الإتفاق على يوم جمعة لا يبقى أحد في بيته من حلب شمالا وحتى حوران جنوبا،لابد من عملية إلتحام بين الجميع سنة ومسيحية ودروز ليس المهم في هذه الثورة أن يكون القائد فلان بن فلان،المهم هو الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية،فهذه معركة مصير يحمل كل سوري كفنه في يده،بهذه الروح ستنتصر الثورة وبالتأكيد لن ينتصر النظام أبدا أبدا فهو يوم بعد يوم تتفكك عُرى قوته المزعومة،الصراع جميل فإما شهادة أو عيش بكرامة،النظام هش ورخو والوقت-يسرقه-ويعمل ضده باي حال،والشعب السوري ليس لديه ما يخسره،فالنظام يريد تدمير جيل الشباب الثوري الجديد،لقد ظن أن مذبحة حماه قتلت روح الشعب،فالآن هذا الجيل الجديد لن يستطيع النظام العيش معه،فالنظام كاذب في كل دعواته الإصلاحية فهو ليس جاد في إصلاح سيدمر مصالح منتفعيه مثل رامي مخلوف الذي يخوف إسرائيل في حال سقوط النظام،نحن أمام وحش خرافي ينهار قتله يأتي من عينيه فعين النظام هو قيادته بدونها يصبح سراب وهذا ما نراه من تضارب قوى التحكم في ذلك النظام،وهذا ما يثبته الآن الشعب السوري على أرض الواقع.....سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق