الأربعاء، 2 مايو 2012

التسلط الذكوري في الأسرة السعودية


موضوع التسلط الأسري الذي تعيشه-بعض أو كثير-من الأسر في مجتمعنا السعودي يجعلنا أمام معضلة كبرى تستدعي شحذ الهمم للحيلولة دون تفاقمها مع قادم السنوات. لعلنا حينما نتعمق باحثين عن ماهية التسلط الأسري وتعريفه بالتحديد فقد نجد أنه محصور في جانب الرجل وليس في جانب المرأة وذلك لدور القوامة الذي خصه به الإسلام الحنيف.


التسلط الأسري له أشكال مختلفة كحرمان المرأة المطلقة من حق حضانة الأبناء، ففي هذه الحالة قد لا تملك المطلقة أسباب الحول والقوة في رد حق من حقوقها وتكون الغلبة لزوج لم يراعي حق الله تعالى في زوجته فركن لقوته ونفوذه الخاص فتحرم بالتالي من حق الحضانة الذي كفله لها الشرع المطهر.في الفترة الأخيرة أصبحنا نسمع حالات الإعتداء على الوالدين من خلال الضرب وفي أحيان أخرى تصل للقتل من خلال الأخبار التي نطالعها في الصحف والإنترنت، دومًا نقرأ أن حالات التعدي على الوالدين يقوم بها رجال وليس نساء ولعل يكون في ذلك إشارة ودلالة لتسمية أن من يلعب دور المتسلط في الجانب الأسري هو الرجل.


 تلك الحالات التي نقرأ، نسمع عنها وفي أحيان أخرى نعايشها وهي رغم أنها قد تعتبر قليلة في المجتمع ولا تمثله لكنها في نهاية المطاف تعتبر جزءًا ونسيجًا من نسيج المجتمع لا يمكننا فصله في حال أو أخرى، فالحالات الفردية عندما تبدأ بالتنامي دون تسليط الضوء عليها والإعتراف بوجودها فإنها تصبح مع الأيام ظواهر إجتماعية ترتسم على جبين المجتمع عندما لا يتم منحها الحق الكافي من الإشباع النقاشي.
لعل أكثر الحالات التي تعبر عن وجود تسلط أسري يكون أحد أسبابها تعاطي المخدرات بين أفراد الأسرة متمثلًا ذلك في الزوج أو الإبن فينعكس بالتالي أثر المخدرات الخطير على محيط الأسرة. إنتشار المخدرات في محيط الأسرة عندما يقابله غياب الوازع الديني الذي يقوم بحماية وصيانة الفرد من الإنزلاق في مسالك الرذيلة فإن الباب يكون مفتوحًا لنرى أشكال خطيرة من التسلط الأسري وقد تصل للإعتداء على الزوجة أو الأولاد.



الوالدان يعتبران اللبنتان الأساسية في تشكيل ملامح ومعالم الأسرة، فعندما يقوم أحد الوالدين أو كلاهما بتفضيل غير مبرر للذكر على الأنثى داخل محيط العائلة وفي الوقت نفسه يكون ذلك التفضيل غير مبني على ضوء تعاليم الإسلام السمحة ستكون النتائج سلبية في نفوس الإناث. عندما يفرط الوالدين أو أحدهما بالتصريح اللفظي أو السلوك الفعلي الدائم أمام الأبناء بأن إبنه أحب إليه من إبنته أو العكس وقد تختلف أشكال الممارسة التفضيلية عند الآباء والأمهات فإن ذلك لاشك أنه سينعكس سلبًا وتتنامى المشاعر السلبية والتي قد تتطور لأحقاد طبقية في نفوس البنات أو الأبناء مع تعاقب السنين مما قد يترتب عليه وضع بنية لتسلط أسري مستقبلي وهنا يلقى باللائمة أولًا وأخيرًا على الوالدين.



أحد أشكال التنشئة التي تنذر بحدوث تطور سلبي في علاقات الأسرة هو أن يكون لدى أحد الأبناء علاقات محرمة شرعيًا فيعلم بذلك الوالدين أو أحدهم فلا يقوم بعلاج فوري لازم للأمر وقد تتوالد في المقابل ظنون الشك لدى الأم تجاه البنات، وفي أحيان قد تهون الأم من ذلك الشأن وتعتبر واقع وجود علاقات نسائية لإبنها أمرًا عاديًا لا يمثل خدش في خلقه ونقصه في دينه، فتنظر للأمر من عُرف إجتماعي وتحت مطية العادات والتقاليد البحتة بعيدًا عن ميزان الشريعة وتحت المقولة العامية-الرجل لا يعيبه شيء-وفي مقابل ذلك قد يتحمل البنات نظرات شكوك قد تنشأ لدى الأم أو الأب أو كلاهما.

سعود المحمود

هناك تعليق واحد: