في الغالب تعتمد الإدارة الفردية على مبدأ تضخيم الذات فتنشأ حولها زخمًا من السرديات المتضاربة وربما المتناقضة لتخلق هالة لها شبه قدسية وحصانة تدعمها الصورة، الصوت،الخطاب والقرار لتخلق حالة رمزية تستحضر من أجل تثبيتها في الذاكرة الجمعية للمتلقي المتجسد في شخص الموظف كعامل يردع التشكيكات أو التساؤلات حول شخصية المدير الفردي وسياسته فتتحول عملية التضخيم إلى غطاء تختبئ تحته زلات البشر ونقصهم وضعفهم وسوء تدبيرهم للشأن الإداري العام للمنشأة والشركة.كلما زادت سياسة التسلط والتطفيش والبحث عن الأخطاء عند الموظفين في إطار الإدارة الفردية كلما زادت الأصوات المؤيدة من فئة مستفيدة لذلك المسؤول الإداري والتي قد تخرج لحد المداهنة والنفاق فتكون بعيدة عن الطبيعة البشرية فتتحول لتنظيم المديح والإطراء في شخصه.
الإمبراطوريات العظمى والتي كانت سائدة في وقت مضى من التاريخ، كانت في مجملها إمبراطوريات فردية التصرف آحاديه النظرة، فكانت قائمة على الشكل الفردي وليس النسيج الجماعي، كانت تلك الإمبراطوريات العظيمة في الزاد والعتاد لا تمثل أحلام،تطلعات وطموحات الفئام من الساكنين فيها، بل كانت تعتمد على الأفراد والأشخاص الفرديين الذين لم ينظروا لحال الجماعة في جميع الأحوال.الإدارة الفردية حينما تصل لسدة أي منشأة تحرص على زيادة أعداد الجماهير وتوظيف الأحباب وضم الأصحاب وتقريب الأقارب وكلهم في النهاية يعتبرون محسوبين على المدير الفردي الذين عينهم لغرض أن يهتفوا بإسمه فيضفون لتلك الإدارة الفردية مظهر القوة الجماعية.أي منشأة يكون فيها الصوت الفردي حاضرًا وصارخًا في جميع حالات وأحواله فإنها بلاشك سوف لن تصل للنتائج المرجوة دومًا من تنمية معنى العمل الجماعي وروح الفريق الواحد والعمل على كسر الجمود والشللية بين طاقم الفريق العملي،فلأجل ذلك ستحتاج كل منشأة أن تنمي تعظيم الذات والشخص في نفس كل موظف ومنسوب لديها ليترتب على ذلك تعزيز الثقة في نفسه وتنمية القدرات الخاصة به مما سينعكس على أداءه الذي سيصب في النهاية لصالح المنشأة العامة ككل....سعود المحمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق