الاثنين، 12 مارس 2012

الطاووس والنعامات الصغيرة

في إحدى القرى الريفية كان هناك مزرعة يقطن فيها مزارع وزوجته،كان في تلك المزرعة حظيرة صغيرة يعيش فيها طاووس ونعامات صغيرة. ذات يوم عزم الرجل على السفر مع زوجته، حمل ذلك الرجل وزوجته هم تلك النعامات الصغيرة، فأخذا يفكران ويقولان:كيف لنا أن نترك النعامات الصغيرة دون متابعه خلال سفرنا، ونحن لا نعرف أحداً في الجوار نوكل له الاهتمام بهن ورعايتهن خلال فترة غيابنا. نظر الزوجان بعضهما في محاولة لإيجاد فكرةٍ ما!! هنا جلس الزوج يقول لزوجته: ما رأيكِ أن نوكل للطاووس مهمة متابعة تلك النعامات؟ فهو محبوب لدينا، هنا عقبت الزوجة بقولها: إنها فكرة صائبة فالطاووس لن يخيب ثقتنا به وسوف يعتني بتلك النعامات الصغيرة على أكمل وجه. اجتمع الزوجان بالطاووس فأمراه بالاعتناء التام بالنعامات ورعايتهن أثناء غيابهما فوعدهما الطاووس بتنفيذ ما طلباه منه ومضى الزوجان بعد ذلك في طريق رحلتهما مطمئنين على حال النعامات في ظل وجودهن تحت رعاية الطاووس. كانت النعامات حديثة نمو وصغيرة الحجم فلم تكن عالمة بما هو حولها من أحداث الحياة، أمر الطاووس النعامات الصغيرة بالدخول لقفص كان موجوداً في الحظيرة فجلست داخل القفص فقام الطاووس بدوره بإقفال القفص، كان يرى الطاووس في تصرفه ذلك ذريعة منطقية بالنسبة له لحماية النعامات من الخطر وعزلها عن العالم الخارجي لكي لا ينتف ريشها الثمين كل من يراه. كان في داخل القفص فتحة صغيرة تنبعث منها أشعة الشمس ويسمع منها أصوات بقية الطيور والحيوانات. ذات يوم مر بلبل عابر فوقف عند فتحة القفص وأخذ يشدو بالتغريد، فأحس بوجود النعامات الصغار في داخل القفص بعد سماعه لصوتها الصادر، فأخذ البلبل يلقي التحية على النعامات الصغيرة وأخذ يسألها: لماذا أنتن جالسات في هذا القفص؟ فأجابت النعامات: لا ندري، فنحن هذا حالنا منذ ولدنا..! فسأل البلبل مجدداً: هل أنتن تغردن مثلي؟
فأجابت النعامات: لا ندري..! في ذلك الوقت جاء ديك ووقف بجانب البلبل وأخذ يسأل النعامات: لماذا أنتن جالسات في هذا القفص؟ فأجابت النعامات: لا ندري، فنحن هذا حالنا منذ ولدنا..! فسأل الديك مجدداً: هل أنتن تصحن مثلي؟ 
فأجابت النعامات: لا ندري..! هنا مر ببغاء ووقف بجانب البلبل والديك وأخذ بدوره يسأل النعامات: لماذا أنتن جالسات في هذا القفص؟ فأجابت النعامات: لا ندري، فنحن هذا حالنا منذ ولدنا..! فسأل الببغاء مجدداً: هل أنتن ترددن الكلام مثلي؟ فأجابت النعامات: لا ندري..! هنا جلس البلبل والديك والببغاء يتساءلون فيما بينهم قائلين: لماذا هو حال تلك النعامات لا تدري عن شيء يخصها ولا تعلم من أمرها شيئاً؟ النعامات تمشي ولها ريش وتضع رأساً في الأرض ولديها قوة سمع و..و.. وأخذ البلبل والديك والببغاء يعددون صفات النعامة الغائبة عن معرفة النعامات الصغيرة. هناك نظر البلبل والديك والببغاء لذلك الطاووس الواقف بغرور وخيلاء عند باب القفص فأشرقت الشمس وأخذ يستعرض الطاووس ريشه الملون الذي غطى باب القفص، وفي الوقت نفسه دخلت فجأة للحظيرة بجعة بيضاء جميلة فلفتت انتباه ذلك الطاووس الذي صار يتبعها حتى خرجا معاً من الحظيرة، فجأة دخل ذئب صغير لتلك الحظيرة وتوجه صوب القفص وقام بكسره وحمل تلك النعامات، هنا غرد البلبل وصاح الديك وردد الببغاء تغريد البلبل وصياح الديك، فرد عليهم الذئب لا تخافوا فأنا لست شريراً بل جئت لأحرر وأنقذ النعامات الصغيرة من قبضة وقيد ذلك الطاووس المتسلط، فلقد مات المزارع وضاعت زوجته في سفرهما والطاووس قد راح يلهث خلف تلك البجعة ولن يأبه لأمر هذه النعامات التي قد تموت لو بقيت دون توعية وتعريف بما هي تملكه وقد تموت لو بقيت عائشة على جهلها......سعود المحمود






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق