الاثنين، 12 مارس 2012

لقـاءٌ عابر ويومٌ ماطر


ذات يوم بدت سماء مدينة الرياض ملبدة بالغيوم ، في ذلك الوقت كان سعيد جالسًا في المقهى المقارب لبيته ، لقد أصابت برودة الطقس فنجان قهوته فأضحت باردة. فجأة سقط فنجان القهوة أرضًا فتناثرت قطع زجاجه وإنسكب مزيج القهوة على طاولة الجلوس!! باغت صوت الرعد مسامع سعيد فتلعثمت نفسه على أثر ذلك الصوت فإنسل من بين يديه فنجان القهوة فسقط منه. جاء نادل المقهى مُسرعًا نحو الطاولة يجر معه خطواته المتسابقة بعد سماع ضجيج الإنكسار الذي سمعه ، نظر النادل لمشهد أجزاء الفنجان المكسور والقهوة المسكوبة ، هنا نظر النادل لسعيد الذي إرتسمت عليه علامات الإستحياء والخجل لقاء ما جرى ، فأخذ سعيد يوجه كلامه للنادل فقال: أعتذر عما حصل ، سوف أقوم بدفع قيمة الفنجان أيها النادل.

فرد النادل مجيبًا بقوله: لا مشكلة يا صديقي سعيد ، لا تأبه بشأن ما حصل ، فقط تفاجأت من صوت الإنكسار فقدمت ، لا شيء يستحق الذكر ، سأقوم بجلب فنجان قهوة جديد لك عوضًا عن الذي سكب.

رد سعيد بقوله: أشكرك على لطفك يا صديقي لكن لا داعي لذلك ، سوف أمضي الآن للبيت ، يبدو أن السماء ستمطر بعد قليل ، أراك لاحقًا يا صديقي.





خرج سعيد حاملًا معه دفتره وقلمه متجهًا نحو سيارته ، فتح باب سيارته وبدأ بتشغيلها ، لقد كانت زجاج السيارة باردة فإنتظر سعيد لسويعات قليلة حتى يستعيد المحرك شيئًا من حرارته. مضى سعيد في طريقه نحو البيت فتوقف قليلًا عند الإشارة ، كانت هناك سيارة تقف بجانبه يجلس فيها طفلٌ صغير فأخذ بالتبسم في وجه سعيد، كان يمرر أنامله على زجاج النافذة يرسم عليها رسومات وزخارف ، هنا أضاءت الإشارة اللون الأخضر

فواصل سعيد طريقه نحو المنزل.





إشتد هطول المطر فأخذ يتساقط بغزارة ، بدأ الضباب يتشكل على زجاج السيارة وإنعدمت الرؤية حينها فلم يقدر سعيد على المواصلة فسلك شارعًا عند مدخل الحي الذي يقطن فيه فركن سيارته وإنتظر ريثما تخف وطأة هطول المطر. في أثناء لحظات الإنتظار أخذ سعيد يمسح بقع الضباب الجاثمة على صدر زجاج السيارة ، في ذلك الحين توقف هطول المطر ولفت نظر سعيد وجود سيارة متعطلة واقفة  على مقربة منه فمضى نحوها ليرى ما هو الأمر.لقد كانت عجلة السيارة عالقة في حفرة فكانت منشطرة كليًا و كان السائق يحاول عبثًا إصلاحها.إقترب سعيد من السائق وأخذ يسأله عما إذا كان لديه عجلة بديلة وفي أثناء حديث سعيد مع السائق فُتحت نافذة السيارة وأخذ يصدر منه صوت منادي يقول: هل هذا أنت يا سعيد!!

إلتفت سعيد للوراء وكانت صاحب الصوت إمرأة ، هذه أنتي يا تهاني!! إنها لصدفة جميلة.

فأخذت تهاني تقول: بالفعل هي كذلك ، لكن ما الذي أتى بك إلى هنا؟

سعيد: لقد كنت عائدًا للبيت فتوقفت قليلًا عندما ريثما يخف هطول المطر ، لكن الآن ماذا بشأن السيارة ينبغي أن نصلحها.

تهاني: لقد إتصلت بالبيت لأخبر أمي أن السيارة قد تعطلت لكنها لم تجبني وسأضطر للإنتظار قليلًا.

سعيد: حسنًا يمكنني إيصالكم للبيت ، فلترافقيني أنت والسائق.

تهاني: اممم أخشى أن ترانا أمي وحينها ستحدث مشكلة وتتصل بأمك ويحصل ما لا نريد حدوثه يا سعيد.

سعيد: لا تقلقي سأتبدر الأمر ، ولن تلاحظ أني أرجعتكم للبيت.



 

أوصل سعيد السائق وتهاني للمنزل ، عندما همت بالنزول أخذت تهاني تقول: لقد كانت صدفة طيبة أن إلتقينا.

سعيد: هي كذلك بالفعل يا تهاني ، والأجمل من ذلك  أنها جاءت بشكل عفوي دون ميعاد يُذكر.

تهاني: شكرًا جزيلًا لك يا سعيد.

سعيد: لا داعي للشكر يا إبنت العم العزيزة.

عاد سعيد في طريقه متجهًا نحو البيت وفجأة رن صوت هاتفه النقال!! لقد كان صوت رسالة واردة لهاتفه ، لقد كانت الرسالة قادمة من تهاني فكانت مكتوبًا فيها: لقد نسيت أن أرجع لك معطفك الذي أعطيتني إياه ، سأعيده لك لاحقًا مع السائق أيها العزيز.

فرد سعيد برسالة جوابية لها: يمكنكي الإحتفاظ به أيتها النبيلة ، لكن هل بإمكاني أن أحتفظ بقارورة العطر التي نسيتها في سيارتي؟

سعود المحمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق