كان هناك بيت يسكن فيه زوجين،ثلاثة أبناء،خادمة،سائق وبستاني.ذات صباح استيقظ الطفل الصغير فوجد رسالة من والديه كُتب فيها: إبننا العزيز، لقد ذهبنا لقضاء بعض الأشغال وأعددنا لك ولإخوتك كعكة لذيذة، لقد قمنا برسم ثلاثة خطوط على الكعكة لكم تمثل حصة كل واحدٍ بالتساوي، فلا يلزم الأمر أن تتشاجروا أثناء غيابنا، أنت طفلٌ مهذب كما عهدناك وتسمع الكلام ولن تخلق الفوضى،،،مع محبتنا لك/والداك.
مزق الطفل الورقة بعد قرائتها وألقى بها في سلة المهملات ومضى ذاهبًا نحو صالة المنزل، فوجد هناك أخويه جالسين على طاولة الطعام والكعكة أمامهم.لاحظ الطفل أن خطوط القسمة قد اختلفت عما ذكره له أبويه في الرسالة، فكان هناك ستة خطوط مرسومة على سطح الكعكة، هنا سأل الطفل أخويه قائلًا لهما: أبي وأمي حددا خطوط القسمة بثلاثة خطوط فلماذا تغيرت لستة؟
فأجاب الأخوين: كيف ذلك، وما هو الدليل على صحة كلامك؟
رد الطفل قائلًا: لقد ذكرا لي ذلك في رسالة!
فعقب الأخوين: إذن أحضر لنا تلك الرسالة إن كنت صادقًا فيما تقول؟
هنا تذكر الطفل أنه مزق الرسالة! وسيتحتم عليه الرجوع لسلة المهملات لتجميع أجزائها ليصدُق أمام أخويه.ذهب الطفل على الفور وقام بتجميع أجزاء الرسالة وألصقها بعضها ببعض.
جاء الطفل بالرسالة لكي يطلع عليها أخويه ويصدقان كلامه، تمعن الأخوين في الرسالة وقال لأخيهم: ماذا يثبت لنا أن الرسالة صحيحة، هي ممزقة وهذا يفتح مجال لنا للشك في صحتها، فما دامت أجزائها مُجمعة فهذا لا يضفي عليها صدقية تذكر، إذن دليلك غير كافي لنصدقك.
رد الطفل قائلًا: حسنًا، لنفترض أني كاذب فما هي حجتكما في كون خطوط الكعكة مقسمة لستة أجزاء؟
أجاب الأخوين: الأمر سهلٌ جدًا، أبي وأمي لم يخبرانا بأمر التقسيم، لكن ظاهر الأمر يعني أنا الحصص مقسمة كالتالي: قطعة لك،قطعتين لنا،واحدة للخادمة،أخرى للبستاني والأخيرة للسائق.ستُ قطع لستة أشخاص!
رد الطفل معقبًا: وماذا يثبت لي صحة وصدق كلامكما؟
فأجاب الأخوين: حسنًا، اذهب للخادمة ثم للبستاني ثم للسائق واسألهم فربما يكون كلامك صحيحًا فنوفر حصص الكعكة وبالتالي يزداد نصيبنا منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق