السبت، 25 يونيو 2011

انتظار في محطة القطار


المشهد الأول

كنت جالسا في المحطة أنتظر موعد انطلاق رحلة القطار،انتظار ممل..وجوه تأتي وأخرى تذهب في لحظة جلست أتأمل وجوه الركاب المسافرين الذين نتظرون حلول موعد الإقلاع فجأة!! نظرت لذلك الرجل العجوز الذي يمسك بالجريدة بشكل مريب..قلق..خوف..ارتباك بدا على محياه بشكل لفت انتباهي
...تثاقلت خطواتي كي أسير نحوه فمضيت أسير حتى وصلت عنده حتى أني ظننت أنه سينفجر أمامي! هنا توقفت وقلت ما خبطك؟ ماذا دهاك؟ لماذا أنت قلق وتمسك بالجريدة بهذا الشكل اللافت للنظر. قال لي: هناك خبر في الجريدة أن طائرة أحد رحلات الخطوط الجوية المغادرة قد سقطت وأخي هو أحد الذين سيسافرون على متنها.هنا عرفت سر ذلك القلق الذي كان باديا على وجه الرجل العجوز،هنا أخذ الرجل هاتفه واتصل فورا على أخيه ولم يجب،كرر الإتصال مرة وثانية وثالثة....لكن لم يجب على هاتفه،هنا توقف الرجل العجوز قائلا:لقد مات أخي! قلت في نفسي ما الذي دعاه لقول ذلك وهو لم يتأكد؟ قد يكون أخوه لم يغادرعلى متن تلك الرحلة؟ وقد يكون أخوه قد مرض؟ أو تعب؟ أو أضاع هاتفه فلم يستطع بالتالي الرد عليه؟
فجأة! رن هاتف الرجل العجوز كأنه بركان قد ثار في ظل صمتي وصمت الرجل العجوز! من من..إنه أخوه فإستل الرجل العجوز هاتفه بسرعة وأجاب أخي أخي هل أنت حي! ماذا ماذا تقول أنا بخير وكنت نائما..حمدا لله ظننت أنك مت على متن الطائرة،فرد الأخ أي طائرة تقصد فأنا لست مسافر على متن الطائرة التي تقصدها فرحلتي تختلف عن التي تقصدها


المشهد الثاني

رأيت تلك المرأة وإبنها قد ملئ صالة الإنتظار بالضجيج والضوضاء،أخرجت سماعة أذني كي أضعها في أذني بقصد الإبتعاد عن صوت ذلك الطفل المزعج،هنا وجدت صوت الطفل يخرج من السماعة،اذن لا فائدة فصوته قد ملئ صداه أرجاء صالة الإنتظار حتى أذني،ذهبت نحو تلك المرأة وإبنها،وجدت الإبن يصرخ ويبكي فسألت أمه،ماسبب بكاء ابنك؟ قالت لي لا أدري فهو يشكو من ألم وأعطيته الدواء لكنه مازال يبكي،فإلتفت صوب الطفل فوجدت أنه بدى كأنه لا يشكو شيئا،اقتربت نحوه قليلا فجعلت يدي على جبينه فهدأ وسكن كأن ليس به شيئ..قلت لأمه ضميه إليك فما لبثت أن ضمته حتى سكت وهدأ


المشهد الثالث

رأيت رجلين يتشاجران وقد علا صوتهم على بعضهم البعض،ذهبت إليهم فقلت:ما خطبكما أيها الرجلين؟ قالا لي هو أخذها مني...لا أنا من وجدتها أولا...لا هي لي وليست له،فلم أعرف ما كانوا يقصدون.فطلبا مني أن اعطيهم رأي في شجارهما،فطلبت منهم أن يتكلم كل شخص لوحده حتى أفهم مشكلتهم فقال الأول أنا وجدت قطعة كعك على الأرض وحلف لي أنه هو من وجدها،وقال لي الآخر نفس الكلام الذي قاله لي صاحبه،هنا أخذت قطعة الكعك وقسمتها بينهما وانتهى الخلاف بالتراضي بينهما



فجأة! دق ذلك الجرس ايذانا بموعد اقلاع القطار...أوه لقد فاتني الموعد..جلست أجري وأجري بسرعة ذلك القطار كي أدركه..وفجأة! سمعت صوت جرس واصطدمت بذلك الجدار

إنه صوت منبه الساعة! كان حلما..كان حلما..كان حلما









المشهد الأول:لا تطلق لنفسك العنان في اساءة الظن بالآخرين أو بالأحداث التي حولك دون الركون إلى معلومات أكيدة تعطيك التصور الصحيح لما تفكر به،فحسن الظن مقدم دوما على توقع الأمور بالسلبية التي نفكر بها


المشهد الثاني:عامل من هم حولك بالتعامل المشاعري الإنساني..قد تظن أن فلان يجب التعامل معه تعامل موضوعي أو تعامل تقليدي..ويفوتك أن الحل يكمن في الجانب الإنساني والشعوري به فلا تتعرف على أنه هو حل مشكلة بسيطة زادت بزيادة جلهنا بطريقة تعاملنا معها


المشهد الثالث:إذا طلب منك المشورة والرأي في خلاف بين اثنين وتجهل تمام الجهل من هو صاحب الحق في ذلك الخلاف وتصل لدرجة عدم القدرة على الوصول لنتيجة ايجابية..فإنتهج المنهج الوسط لإرضاء كلا الطرفين حتى لا تخسر أحدهم على حساب الآخر


سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق