قبل حياكتي لحروف ونقاط هذه القصة..كان هناك شاب هو صاحب هذه القصة التي سأمضي لصياغة معالمها في قادم السطور. كان ذلك الشاب يعيش في حي كان يمتاز بالتماسك الاجتماعي بين محيط الجيران الذين يسكنون ذلك الحي..كانت البداية عند دخول ذلك الشاب لمسجد الحي لأداء الصلاة..صادف اثناء دخوله ذلك الشيخ العجوز المقعد على عربة تسير به..بعد فراغ من صلاة ذلك اليوم رأى ذلك البائع الذي يبيع الخضار فعندما هم ذلك الشاب ان يشتري منه،اذ به يتفاجأ بتلك العصا التي تهز جنبه فعند التفاته للوراء اذ به يرى ان صاحب تلك العصا هو ذلك الشيخ العجوز الذي صادفه من قبل كان يطلب منه ان يسأل ذلك البائع عن اسعار الخضروات التي كان يعرضها فكان يتعذر على الشيخ عمل ذلك الشيء. شيخ عجوز قارب عمره المائة سنة، كان شيخا كبيرا من الله عليه بالصحة والقوة العقلية،فهو لايزال يتمتع بكامل صحته وعافيته، كان ذلك اللقاء هو بداية العلاقة الوطيدة التي جمعت ما بين ذلك الشيخ وذلك الشاب
في تلك الاثناء طلب ذلك الشيخ من ذلك الشاب أن يأتي بعد صلاة المغرب للمسجد ولدى سؤال الشاب عن سبب الطلب رد عليه قائلا: لا تكن لحوحا فقط نفذ ما طلبته منك!!كان هناك تفاوت نفسي في شخصية كلا الطرفين المتمثلة في الشيخ والشاب..فقد كان كلا منهما يتعامل وفق لعمره وزمنه،فوعد الشاب ذلك العجوز ان يأتي حسبما طلب منه. جاء وقت صلاة المغرب من ذلك اليوم وجاء الشاب حسب الموعد المتفق عليه،عند مجيئه صادف عدد من جماعة ذلك المسجد يتوسطهم ذلك الرجل العجوز،لم يدري ماذا يفعل ذلك الشاب حيال الامر،قرر ان يذهب لذلك الشيخ العجوز وعندما حضر رحب به وامر ان يجلس بين الجماعة فجلس وطلب منه ان يقوم بصب القهوة التي جاء بها ذلك العجوز.عرف الشاب فيما بعد ان تلك الجلسة يجتمع فيها جماعة ذلك المسجد منذ سنين حيث ان ذلك الرجل العجوز دأب على تلك العادة منذ زمان بعيد فيكون من اولئك الجماعة ان يجتمعوا بعد كل صلاة مغرب من كل يوم فيجمعهم ذلك الرجل العجوز.كانت تلك الجمعة اشبه بما يكون لم لشمل اسرة بافرادها كانت تحوي كثير من الاحاسيس والمشاعر الدافئة التي ارسى قواعدها ذلك العجوز.
مع مرور السنوات اصبح ذلك الشاب ركن اساس في تلك الجلسة وتلك الجمعة..كان يحرص كل الحرص ان لا يمر يوم دون ان يحضر..كان يحس ان ثمة شيء تركه في قلبه ذلك الرجل العجوز..كانت تلك العلاقة اشبه بما تكون برابطة تجمع الابن مع ابيه..كان كثيرا ما يتأمل ذلك الشاب وجه ذلك العجوز الذي علته التجاعيد..لكن اي تجاعيد..تجاعيد الحياة التي تركت اثرها..ووقعها على وجه وصوت ذلك الرجل العجوز..كان يتأمل كيف لرجل تخطى عمره المائة عام وهو ما يزال على حال كبير من الصحة والعافية والقوة العقلية..كان ذلك العجوز قد عمر شبابه بل وحياته بطاعة الله وحفظ القران ومراقبة الله في السر والعلن..كان كثير من جماعة المسجد الذين لا يعرفون ذلك الرجل العجوز وذلك الشاب يظنون ان ذلك والده وذاك ابنه..فكانت تلك العلاقة تمتاز بالحميمية والقوة.كان ذلك المسجد مثال قل نظيره في وقتنا الحاضر..من حيث متانة العلاقة بين المصلين..وتواصل الجماعة فيما بينهم..حيث كانوا فضلا عن ذلك الاجتماع اليومي الذي يجمعهم كل صلاة مغرب من كل يوم..كان هناك اجتماع اسبوعي يجمعهم..فضلا عن اجتماعات الاعياد..كان امام ذلك المسجد محبوبا جدا عند جماعته وبقية المصلين..كان ذا صوت شجي..كأنه اوتي احد مزامير داوود..كان صوته محط اسماع المصلين..كان امام ذلك المسجد اضافة لصوته الجميل يمتاز بحسن المظر والملبس..كان ذلك يظهر ايضا من خلال عنايته بالمسجد واظهاره بأجمل مظهر جمالي واروع حلة..فكانت رائحة البخور واجود العطور لا تفارق جنبات وزوايا ذلك المسجد.كان ذلك الامام يحظى بحب ذلك الرجل العجوز فكان يرتاح جدا لسماع صوته ويبتهج برؤية مظهره وملبسه التي كانت تضفي شعور السرور وترسم على محيا ذلك العجوز ابتسامة جميلة. في الطرف الاخر كان هناك نزر وفئة من جماعة المسجد تضمر الكره لذلك الامام،قد ضايقها ذلك القبول الذي يحظى به فوحده الحسد الذي دخل في قلوب اولئك الجماعة،في المقابل كان ذلك الشاب الذي عاش جميع تفاصيل تلك الاحداث قد شعر ببداية تلك الشرارة التي خاف منها،لكن لم يخف على نفسه بل خاف على وحدة تلك الجماعة والمسجد والحي الذي كان يتمثل امام ناظريه ان الكل جزء لا يتجزء من تلك الوحدة. مرت الايام وازدادت رقعة الخلافات فيما بين الامام وفئة من تلك الجماعة..ما ان كانت هناك محاولات لردم ذلك الخلاف تحصل الا وتحصل في الجهة المقابلة محاولة اخرى لانشقاق العلاقة فيما بين الاطراف،فكر ذلك الشاب انه لن يكون هناك تصافي حتى يكون هناك تنازل من طرف على حساب طرف في مقابل انهاء تلك الخلافات لكن ايا من الطرفين لن يتنازل حتى لو كان احد الاطراف معه الحق والاخر ليس له الحق
ذات يوم مر الشاب عند احد المحلات الخاصة بالهدايا فكر ان يهدي امام ذلك المسجد هدية فاختار ان تكون هدية باسم جماعة اولئك المسجد واختار ان تكون تلك الهدية عبارة عن درع تذكاري حفر عليه كلمات المحبة والمودة فذهب ذلك الشاب لمقابلة امام المسجد كي يفاجأه بتلك الهدية التي من شأنها ان تنهي تلك الخلافات وان كان في حقيقة الامر ان تلك الهدية ليست مقدمة اولئك الجماعة المختلفين مع ذلك الامام لكنها في النهاية سوف تؤدي لغرض نبيل،بحث الشاب عن الامام في ذلك اليوم فتفاجأ انه لم يصلي بهم في ذلك اليوم. ذهب الشاب كي يتقصى عن حقيقة الامر وما جرى من غياب الامام؟ فجأة رن صوت جوال ذلك الشاب قد وصلته رسالة على جواله وبينما هم الشاب بفتح الرسالة وقبل فتحها توقف قليلا..نبضات القلب كانت تخفق بسرعة كبيرة..كانت نبضات قلق وتوتر..بسرعة كبيرة طرح على نفسه عدة اسئلة..ما هو مضمون تلك الرسالة؟ من صاحب تلك الرسالة؟ والكثير من الاسئلة..الجواب كله يكمن في ان يفتح الشاب الرسالة في جواله ويقرأها..وبعدها كل شيء سوف يتكشف له، فتح الشاب الرسالة وكانت مرسلة له من قبل امام مسجدهم كان فحوى تلك الرسالة: السلام عليكم..من لم يقدرك فلا تقدره..غير انكم ممن قدرناهم واحببانهم..واردت ان تكون اصلاتي معكم في شهر رمضان هو وداعية لكم واخر صلاة اكون امام لكم فيها فلقد انتقلت الى مسجد اخر...واسأل الله ان نلتقي معكم على الخير دوما...توقف بعدها الشاب عند نهاية الرسالة..كانت الصدمة كبرى بالنسبة له..لم يعد يدري ماذا يفعل..سقطت عيناه على تلك الهدية التي اراد ان يقدمها لذلك الامام باسم جماعة المسجد..فسأل نفسه هل لو قمت باهدائها قبل ان يحصل ذلك هل كانت الامور ستكون بخير؟ ربما نعم وربما لا
بعد فترة عاد الشاب لذلك المسجد وكان حدث اخر في انتظاره..تفاجأ الشاب ان الرجل العجوز الذي اعتاد على رؤيته لم يكن موجودا..ظن انه ربما كان هناك ظرف منعه من المجيء للمسجد..فهو كان يتعذر عليه الحضور لاداء الصلاة في المسجد في بعض الاحيان لتعب يلم به من فترة لاخرى..قرر الشاب الانتظار والتريث..مرت ايام والحال على ماهي عليه والرجل العجوز لم يأتي لاداء الصلاة وحتى لم يلاحظ ذلك جماعة المسجد فقد كانوا يظنون انه متعب وسيعود لاحقا كما هي العادة من وقت لاخر...هنا قرر الشاب ان يذهب لبيت الرجل العجوز..وبعد فراغه من الصلاة ذهب متجها لبيت الرجل العجوز..مستثقلا خطواته..فكان يبدو على خطواته القلق والتوتر..كأن هناك شيء خفي ينتظره بعد تلك الخطوات..هنا توقف ذلك الشاب..فها هو وصل لبيت الرجل العجوز..كان مترددا في طرق الجرس..وبعد تفكير طرق الجرس..ومع تلك الطرقة شعر كأنما احد ما طرق قلبه..نفسه ومشاعره..فلم يجاوب احد على طرق الباب فعاود طرق الباب المرة تلو المرة..فلم يجب احد رجع الشاب لا يدري اين يتجه فذهب فورا لبيت جار الرجل العجوز ينشد احد يجيبه اين هو فأخبره جاره ان الرجل العجوز قد انتقل الي حي اخر منذ ايام مضت...ماذا تقول!! متى وكيف وأين ذهب!! كانت ردة فعل الشاب قوية وغير متوقعة..احس ان شيء ما قد انكسر في داخله بل وتحطم..هل هو قلبه..ام مشاعره..ام ذلك الطفل الصغير الذي سكن في نفسه..فقد كان ذلك الرجل العجوز يمثل له الشيء الكثير..فقد كان يعتبره بمثابة الاب بعد فقده لوالده منذ زمن..فكان الكل يعتبر ذلك الرجل العجوز انه والد ذلك الشاب من فرط محبته له وعنايته واهتمامه به..على الفور لم ينتظر الشاب وقتا فذهب على الفور لبيت الرجل العجوز فأخذ عنوان بيته وانطلق نحوه..وكان قلبه ومشاعره واحاسيسه الجميلة التي عاشها مع ذلك الرجل العجوز قد انطلقت نحو بيته قبل انطلاق ذلك الشاب نحوه.عندما جاء للبيت اخبروه بأنه ليس في البيت وانه ذهب للمسجد..فذهب للمسجد المجاور ولحظة دخوله وبعد فتحه لباب المسجد قام بالدخول بهدوء واستكانة فما ان هم بالدخول حتى اشاخ واطل برأسه لمحت عينه بريقا كان يشير له الى احد اطراف المسجد فرأى ذلك الرجل العجوز يجلس على عربته في احد زوايا المسجد..هنا دخل ذلك الشاب بكل هدوء..متجها نحو ذلك الرجل العجوز..وما ان وصل حتى مد يده للسلام عليه فنظر الرجل العجوز لوجه الشاب فلم يصدق..انت!!انت!!يا.... كيف وصلت الى هنا فاحتضنه كأنه احتضان فراق دام سنين ولم يدم ايام. وتجاذب الرجل العجوز اطراف الحديث مع ذلك الشاب فكان حديث مليئ بالمشاعر الدافئة التي تتدفق حبا ومودة..عاهد ذلك الشاب نفسه ان يبقى على تواصل دائم مع ذلك الرجل العجوز..وبينما هم الشاب بالمغادرة طلب الرجل العجوز ان ينقل سلامه لجماعة المسجد وان يخبرهم على لسانه انه يفتقدهم كثيرا فأشار الشاب للرجل العجوز برأسه اي نعم سوف اخبرهم بسلامك..وطلبك...ولكن قبل ان يغادر الشاب انطلق كلمة فيه نفسه ردا على ما طلبه منه الرجل العجوز..لكن تلك الكلمة لم يسمعها سوى ذلك الشاب كانت تلك الكلمة هي اني انا كذلك ياوالدي..ياعمي..ويعني بتلك الكنية الرجل العجوز..وانا كذلك سوف افتقدك..وافتقد حديثك..وكلامك..بل وجودك بأكلمه..وبالتأكيد سأفتقد تلك الدلة والفنجال وشوية التمر..التي كانت تجمعنا بك
سعود المحمود
في تلك الاثناء طلب ذلك الشيخ من ذلك الشاب أن يأتي بعد صلاة المغرب للمسجد ولدى سؤال الشاب عن سبب الطلب رد عليه قائلا: لا تكن لحوحا فقط نفذ ما طلبته منك!!كان هناك تفاوت نفسي في شخصية كلا الطرفين المتمثلة في الشيخ والشاب..فقد كان كلا منهما يتعامل وفق لعمره وزمنه،فوعد الشاب ذلك العجوز ان يأتي حسبما طلب منه. جاء وقت صلاة المغرب من ذلك اليوم وجاء الشاب حسب الموعد المتفق عليه،عند مجيئه صادف عدد من جماعة ذلك المسجد يتوسطهم ذلك الرجل العجوز،لم يدري ماذا يفعل ذلك الشاب حيال الامر،قرر ان يذهب لذلك الشيخ العجوز وعندما حضر رحب به وامر ان يجلس بين الجماعة فجلس وطلب منه ان يقوم بصب القهوة التي جاء بها ذلك العجوز.عرف الشاب فيما بعد ان تلك الجلسة يجتمع فيها جماعة ذلك المسجد منذ سنين حيث ان ذلك الرجل العجوز دأب على تلك العادة منذ زمان بعيد فيكون من اولئك الجماعة ان يجتمعوا بعد كل صلاة مغرب من كل يوم فيجمعهم ذلك الرجل العجوز.كانت تلك الجمعة اشبه بما يكون لم لشمل اسرة بافرادها كانت تحوي كثير من الاحاسيس والمشاعر الدافئة التي ارسى قواعدها ذلك العجوز.
مع مرور السنوات اصبح ذلك الشاب ركن اساس في تلك الجلسة وتلك الجمعة..كان يحرص كل الحرص ان لا يمر يوم دون ان يحضر..كان يحس ان ثمة شيء تركه في قلبه ذلك الرجل العجوز..كانت تلك العلاقة اشبه بما تكون برابطة تجمع الابن مع ابيه..كان كثيرا ما يتأمل ذلك الشاب وجه ذلك العجوز الذي علته التجاعيد..لكن اي تجاعيد..تجاعيد الحياة التي تركت اثرها..ووقعها على وجه وصوت ذلك الرجل العجوز..كان يتأمل كيف لرجل تخطى عمره المائة عام وهو ما يزال على حال كبير من الصحة والعافية والقوة العقلية..كان ذلك العجوز قد عمر شبابه بل وحياته بطاعة الله وحفظ القران ومراقبة الله في السر والعلن..كان كثير من جماعة المسجد الذين لا يعرفون ذلك الرجل العجوز وذلك الشاب يظنون ان ذلك والده وذاك ابنه..فكانت تلك العلاقة تمتاز بالحميمية والقوة.كان ذلك المسجد مثال قل نظيره في وقتنا الحاضر..من حيث متانة العلاقة بين المصلين..وتواصل الجماعة فيما بينهم..حيث كانوا فضلا عن ذلك الاجتماع اليومي الذي يجمعهم كل صلاة مغرب من كل يوم..كان هناك اجتماع اسبوعي يجمعهم..فضلا عن اجتماعات الاعياد..كان امام ذلك المسجد محبوبا جدا عند جماعته وبقية المصلين..كان ذا صوت شجي..كأنه اوتي احد مزامير داوود..كان صوته محط اسماع المصلين..كان امام ذلك المسجد اضافة لصوته الجميل يمتاز بحسن المظر والملبس..كان ذلك يظهر ايضا من خلال عنايته بالمسجد واظهاره بأجمل مظهر جمالي واروع حلة..فكانت رائحة البخور واجود العطور لا تفارق جنبات وزوايا ذلك المسجد.كان ذلك الامام يحظى بحب ذلك الرجل العجوز فكان يرتاح جدا لسماع صوته ويبتهج برؤية مظهره وملبسه التي كانت تضفي شعور السرور وترسم على محيا ذلك العجوز ابتسامة جميلة. في الطرف الاخر كان هناك نزر وفئة من جماعة المسجد تضمر الكره لذلك الامام،قد ضايقها ذلك القبول الذي يحظى به فوحده الحسد الذي دخل في قلوب اولئك الجماعة،في المقابل كان ذلك الشاب الذي عاش جميع تفاصيل تلك الاحداث قد شعر ببداية تلك الشرارة التي خاف منها،لكن لم يخف على نفسه بل خاف على وحدة تلك الجماعة والمسجد والحي الذي كان يتمثل امام ناظريه ان الكل جزء لا يتجزء من تلك الوحدة. مرت الايام وازدادت رقعة الخلافات فيما بين الامام وفئة من تلك الجماعة..ما ان كانت هناك محاولات لردم ذلك الخلاف تحصل الا وتحصل في الجهة المقابلة محاولة اخرى لانشقاق العلاقة فيما بين الاطراف،فكر ذلك الشاب انه لن يكون هناك تصافي حتى يكون هناك تنازل من طرف على حساب طرف في مقابل انهاء تلك الخلافات لكن ايا من الطرفين لن يتنازل حتى لو كان احد الاطراف معه الحق والاخر ليس له الحق
ذات يوم مر الشاب عند احد المحلات الخاصة بالهدايا فكر ان يهدي امام ذلك المسجد هدية فاختار ان تكون هدية باسم جماعة اولئك المسجد واختار ان تكون تلك الهدية عبارة عن درع تذكاري حفر عليه كلمات المحبة والمودة فذهب ذلك الشاب لمقابلة امام المسجد كي يفاجأه بتلك الهدية التي من شأنها ان تنهي تلك الخلافات وان كان في حقيقة الامر ان تلك الهدية ليست مقدمة اولئك الجماعة المختلفين مع ذلك الامام لكنها في النهاية سوف تؤدي لغرض نبيل،بحث الشاب عن الامام في ذلك اليوم فتفاجأ انه لم يصلي بهم في ذلك اليوم. ذهب الشاب كي يتقصى عن حقيقة الامر وما جرى من غياب الامام؟ فجأة رن صوت جوال ذلك الشاب قد وصلته رسالة على جواله وبينما هم الشاب بفتح الرسالة وقبل فتحها توقف قليلا..نبضات القلب كانت تخفق بسرعة كبيرة..كانت نبضات قلق وتوتر..بسرعة كبيرة طرح على نفسه عدة اسئلة..ما هو مضمون تلك الرسالة؟ من صاحب تلك الرسالة؟ والكثير من الاسئلة..الجواب كله يكمن في ان يفتح الشاب الرسالة في جواله ويقرأها..وبعدها كل شيء سوف يتكشف له، فتح الشاب الرسالة وكانت مرسلة له من قبل امام مسجدهم كان فحوى تلك الرسالة: السلام عليكم..من لم يقدرك فلا تقدره..غير انكم ممن قدرناهم واحببانهم..واردت ان تكون اصلاتي معكم في شهر رمضان هو وداعية لكم واخر صلاة اكون امام لكم فيها فلقد انتقلت الى مسجد اخر...واسأل الله ان نلتقي معكم على الخير دوما...توقف بعدها الشاب عند نهاية الرسالة..كانت الصدمة كبرى بالنسبة له..لم يعد يدري ماذا يفعل..سقطت عيناه على تلك الهدية التي اراد ان يقدمها لذلك الامام باسم جماعة المسجد..فسأل نفسه هل لو قمت باهدائها قبل ان يحصل ذلك هل كانت الامور ستكون بخير؟ ربما نعم وربما لا
بعد فترة عاد الشاب لذلك المسجد وكان حدث اخر في انتظاره..تفاجأ الشاب ان الرجل العجوز الذي اعتاد على رؤيته لم يكن موجودا..ظن انه ربما كان هناك ظرف منعه من المجيء للمسجد..فهو كان يتعذر عليه الحضور لاداء الصلاة في المسجد في بعض الاحيان لتعب يلم به من فترة لاخرى..قرر الشاب الانتظار والتريث..مرت ايام والحال على ماهي عليه والرجل العجوز لم يأتي لاداء الصلاة وحتى لم يلاحظ ذلك جماعة المسجد فقد كانوا يظنون انه متعب وسيعود لاحقا كما هي العادة من وقت لاخر...هنا قرر الشاب ان يذهب لبيت الرجل العجوز..وبعد فراغه من الصلاة ذهب متجها لبيت الرجل العجوز..مستثقلا خطواته..فكان يبدو على خطواته القلق والتوتر..كأن هناك شيء خفي ينتظره بعد تلك الخطوات..هنا توقف ذلك الشاب..فها هو وصل لبيت الرجل العجوز..كان مترددا في طرق الجرس..وبعد تفكير طرق الجرس..ومع تلك الطرقة شعر كأنما احد ما طرق قلبه..نفسه ومشاعره..فلم يجاوب احد على طرق الباب فعاود طرق الباب المرة تلو المرة..فلم يجب احد رجع الشاب لا يدري اين يتجه فذهب فورا لبيت جار الرجل العجوز ينشد احد يجيبه اين هو فأخبره جاره ان الرجل العجوز قد انتقل الي حي اخر منذ ايام مضت...ماذا تقول!! متى وكيف وأين ذهب!! كانت ردة فعل الشاب قوية وغير متوقعة..احس ان شيء ما قد انكسر في داخله بل وتحطم..هل هو قلبه..ام مشاعره..ام ذلك الطفل الصغير الذي سكن في نفسه..فقد كان ذلك الرجل العجوز يمثل له الشيء الكثير..فقد كان يعتبره بمثابة الاب بعد فقده لوالده منذ زمن..فكان الكل يعتبر ذلك الرجل العجوز انه والد ذلك الشاب من فرط محبته له وعنايته واهتمامه به..على الفور لم ينتظر الشاب وقتا فذهب على الفور لبيت الرجل العجوز فأخذ عنوان بيته وانطلق نحوه..وكان قلبه ومشاعره واحاسيسه الجميلة التي عاشها مع ذلك الرجل العجوز قد انطلقت نحو بيته قبل انطلاق ذلك الشاب نحوه.عندما جاء للبيت اخبروه بأنه ليس في البيت وانه ذهب للمسجد..فذهب للمسجد المجاور ولحظة دخوله وبعد فتحه لباب المسجد قام بالدخول بهدوء واستكانة فما ان هم بالدخول حتى اشاخ واطل برأسه لمحت عينه بريقا كان يشير له الى احد اطراف المسجد فرأى ذلك الرجل العجوز يجلس على عربته في احد زوايا المسجد..هنا دخل ذلك الشاب بكل هدوء..متجها نحو ذلك الرجل العجوز..وما ان وصل حتى مد يده للسلام عليه فنظر الرجل العجوز لوجه الشاب فلم يصدق..انت!!انت!!يا.... كيف وصلت الى هنا فاحتضنه كأنه احتضان فراق دام سنين ولم يدم ايام. وتجاذب الرجل العجوز اطراف الحديث مع ذلك الشاب فكان حديث مليئ بالمشاعر الدافئة التي تتدفق حبا ومودة..عاهد ذلك الشاب نفسه ان يبقى على تواصل دائم مع ذلك الرجل العجوز..وبينما هم الشاب بالمغادرة طلب الرجل العجوز ان ينقل سلامه لجماعة المسجد وان يخبرهم على لسانه انه يفتقدهم كثيرا فأشار الشاب للرجل العجوز برأسه اي نعم سوف اخبرهم بسلامك..وطلبك...ولكن قبل ان يغادر الشاب انطلق كلمة فيه نفسه ردا على ما طلبه منه الرجل العجوز..لكن تلك الكلمة لم يسمعها سوى ذلك الشاب كانت تلك الكلمة هي اني انا كذلك ياوالدي..ياعمي..ويعني بتلك الكنية الرجل العجوز..وانا كذلك سوف افتقدك..وافتقد حديثك..وكلامك..بل وجودك بأكلمه..وبالتأكيد سأفتقد تلك الدلة والفنجال وشوية التمر..التي كانت تجمعنا بك
سعود المحمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق