السبت، 29 أكتوبر 2011

مجتمعون في إنتظار ونائم يكتب أعذار..!

في البيت:
 
 
عدت من العمل في تمام الساعة السادسة تقريبا،دخلت فوجدت طعام غدائي قد أعدته أمي كالعادة ووضعته لي على المائدة((شكرا أمي،أقلقتك البارحة))،تناولت طعامي سريعا،إتجهت لغرفتي وشغلت جهاز الحاسوب،لقد أعمى ضوء شاشته عيناي المتعبة من عناء يوم عمل،كانت هناك رسالة في البريد الوارد،إنه صديقاٌ لي يقول:بعد السلام:أخي سعود كيف الحال،اليوم لدينا إجتماع بالأخص الساعة 9 مساءاً نتمنى حضورك للأهمية، فأجبته:حسنا أخي الكريم سأحرص على الحضور بالطبع
 
 
في المسجد:
 
 
الساعة السابعة والربع،أديت صلاة العشاء وبعدها توجهت صوب باب المسجد للخروج وفجأة فجر مسامعي صدى صوته وهو آتي من بعيد ينادي بأعلى صوته:سعووووووووووود!! وناظرت لصاحب ذلك الصوت،إنه جارنا جاء يلهث مسرعاً نحوي،كيف حالك يا سعود؟ أين كنت في الأيام الماضية؟ لم أرك فيما سبق؟ و و و....سيلاٌ من الأسئلة ألقاها علي دفعة واحدة،أيهم سأجيب وأيهم سوف أبدأ به؟حسنا يا سعود تفضل معي في بيتنا لشرب القهوة وتناول الرطب،إمممم حسنا باقي زهاء الساعة وخمس وأربعون دقيقة على موعد إجتماعي مع صديقي وسألبي دعوتك يا جارنا العزيز
 
 
في الشارع:
 
 
وبينما نحن ذاهبون أنا وجاري متجهين صوب منزله للدخول،رن فجأة هاتفي الجوال!! إنها رسالة نصية جاء فيها: السلام عليكم((كان صديقي دكتور الجامعة))أرجو أن يكون الخطاب الذي طلبت منك مساعدتي في كتابته جاهزاً،فضلا قم بعمل مسح ضوئي له وأرسله عبر الإيميل!! هنا قال لي جارنا هيا يا سعود تفضل ما بالك تبدو ساكنا لا تتحرك،تلعثم وجهي وسكت لساني!! فإعتذرت منه عن الحضور وأخبرته بالأمر فقال لي أرسلها لصاحبك لاحقا،فأخبرته أني سأضطر للعودة إلى العمل لأني نسيت ذلك الخطاب في مكتبي،فقال لي:دقائق قليلة يا سعود لن تأخذ من وقتك،أخبرته أنه ليس هناك متسع من الوقت،فلدي إجتماع بعد ساعة وأربعين دقيقة من الآن،وأيضا الوقت الذي سيستغرقه ذهابي إلى عملي لكي أخذ خطاب ذلك الدكتور وأقوم بعملية إرساله لإيميله،كلها ستأخذ وقت مني،أعدك أن أزورك لاحقا بعد فراغي من تلك الأشياء،حسنا ياسعود سوف أنتظرك بعد فراغك وسوف تنتظرك تلك القهوة المسترسلة بخليطها الذهبي كما تصفها لي،وسوف تنتظرك تلك الرطيبات المجعدة الشكل كما تصفها لي أيضا،حسنا أيها الجار سوف لن أنسى إن شاء الله



في العمل:
 
 
ترجلت من سيارتي مسرعا صوب المصعد،جلست أضغط على زر المصعد بكل قوة لكي ينزل،يا إلهي لا يوجد أحد سواي في هذا الوقت وحارس الأمن،فلماذا يتأخر المصعد دوما في نزوله.هممت بسرعة كسرعة الرياح العاتية متجها صوب مكتبي،فتحت جميع أدراجي بحثا عن الخطاب الخاص بالدكتور،حمدا لله لقد وجدته،سأقوم بإرساله،حسنا باقي على الإجتماع قرابة الساعة وثلاثون دقيقة،لامانع من إلتقاط أنفاسي لقليل من الوقت،ذهبت لإعداد كوب من القهوة ليطير مابي من خيوط النعاس التي ما تزال متشبثة برموش عيناي،هذه المرة سأعد تلك القهوة بنفسي،حيث أن العامل لم يكن موجودا وقتها،آلة تسخين الماء ستحتاج لوقت كي تسخُن،أخرجت الفنجان وصببت عليه من صنبور الماء وقذفت البن بداخله،قهوة باردة!! لا مشكلة فهي تماما كبرودة تلك الأعمدة والجدران في مكتبي حينما أمرر راحة أصابعي عليها والسبب في برودتها هو ذلك التكييف المركزي المجنون في نسماته الباردة فقد تفحم لساني وأنا أخبر عامل التكييف أن يقوم بصيانته.ذهبت صوب المكتب لأقوم بإرسال ذلك الخطاب لصاحبي الدكتور،فجأة سقطت عيني على ذلك الكتاب المعانق لمكتب صديقي في العمل!! أوووه كان عنوانه جميل((كيف تكتب رواية))يا للصدفة فلقد كنت أبحث مؤخرا عن كتاب يساعدني في هذا الجانب،حسنا باقي الآن قرابة الساعة وعشرون دقيقة على موعد الإجتماع سأقرأ مقتطفات سريعة منها،حسنا تعال معي أيها الكتاب لنذهب ونجلس سويا على كرسي المكتب لنقرأ بعضنا سويا وفي الوقت نفسه نقوم بإرسال ذلك الخطاب لصاحبنا ومن بعدها نمضي لإجتماعنا مع صديقي وأخيرا تلبية دعوة جارنا في الحي
 
 
في المكتب:
 
 
سعود..سعود..سعود..إستفق قم!! أوووه ماذا؟ لقد كان ذلك الشخص حارس الأمن،أوووه ماذا حصل؟ حارس الأمن: لقد وجدت الأنوار والأبواب مفتوحة فإستغربت وجودك هنا!! أوووه يا إلهي الساعة الآن تشير للثانية والنصف ليلاً!!!!!!! يا إلهي،لقد غلبني النعاس عند قراءتي لذلك الكتاب الذي جثم على صدري فلم أشعر بنفسي
 
 
في البيت:
 
ذهبت مسرعا قاصدا سيارتي للعودة للبيت،نسيت هاتفي الجوال أيضا في سيارتي،أخرجته بسرعة،إتصالات ومجموعة من الرسائل كانت من جاري يعتب على تخلفي عن المجيء،وأخرى من صديقي الدكتور يعتب على تأخري في إرسال الخطاب،و إتصالات كوابل رصاص يخترق الفؤاد فكانت من أمي.عدت مسرعا صوب البيت دقات قلبي تسابق عجلات سيارتي،دخلت للبيت وجدت أمي تتتظرني فقالت لي موبخةً إياي: لماذا تأخرت ولماذا لم تجب على إتصالاتي؟ فشرحت لها الأمر بكامله من الألف إلى الياء وإعتذرت لها عن القلق الذي تسببت فيه،فقالت لي: حسنا إن كان كذلك،طعام العشاء في إنتظارك،يا إلهي لقد أصابني بمقتل وزلزل جنبات نفسي رد تلك المرأة،قلق عاشته في ذلك الوقت وبعد كل ذلك أسمع تلك المقولة منها: طعام العشاء ينتظرك،من أي كوكب جئتي يا أمي،يا لعظمة الأمهات،سوف يخسأ أي قلم يفكر مجرد تفكير أن يكتب عن حجم العاطفة الجياشة التي تسكن نفسوهم الطيبة المتدفقة في عطائها،مسكين أنت أيها البخل فسيبقى عدوك اللدود كرم أولئك الأمهات......سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق