من جعل من الدين عبئاً عليه وتضييقاً لشمولية الفكر والرؤية فهو بالتالي سيزيد الخناق على عقله لإستيعاب ما حوله.لا ينكر أحد ذلك التخدير العقلي الذي عشناه في عموم مراحلنا الداسية والذي كان عبارة عن حشو معلوماتي فكانت المعادلة الدراسية لأولئك الطلاب هي الحفظ ثم الحفظ ثم الحفظ فلا شيء سواه فكانت سياسة الحفظ شاملة لجميع المواد فنتج بالتالي نسيان كلي لمسمى العقل الذي كما أن من وظائفه الحفظ فهو أيضا لديه وظائف أخرى من بينها الفهم.منبر الجمعة،أداة مهمة لها دورها الفعال في دفع حركة الفرد والمجتمع،ربما ونقول ربما لو كان كلامنا خطئا أن ذلك المنبر لم يتم إستغلاله بالوجه الأمثل والأكمل،فلم تبرح خطب الخطباء التي تعلو منابر الجمعة عن عباءة معينة من المواضيع والتي حفظناها لتكرار سماعنا لها فنسمع الخطب الدينية التي تتحدث عن الجنة وعن النار والزهد والخطب التي تتحدث عن المجتمع كالطلاق وعنف الأسرة والكثير من تلك المواضيع المشابهة التي تدور في فلك واحد فما تزال تكرر على مسامعنا حتى أننا نجزم يقينا أننا حفظناها عن ظهر قلب أكثر من حفظنا لكتاب الله عز وجل.العقل له مكانة سامية في الإسلام والقرآن،قلما سمعنا تلك الخطب التي تتحدث عن ضرورة تنمية العقل وتوسيع مدارك التفكير والتأمل الفكري والتعمق الفهمي بل قد تكون نادرة تلك الأوقات التي سمعنا في خطب تخصص لذلك الشأن،فنجد أنفسنا نستمع في خطب الجمعة لتلك الأشياء وذلك الكلام الذي نسمعه في مدارسنا وهنا فهمنا للمرة الأولى والأخيرة أن نفهم ما حفظناه.مادة الرياضيات التي تعتبر رمز تحريك وجسد محاكاة لخلايا العقل أضحت هي الأخرى صنفا من صنوف الحفظ فحفظنا أن الواحد واحد والإثنان إثنان فلم نعرف أن نفهم أن الواحد واحد والإثنان إثنان وهكذا.قد تكون مسألة أن نستمع لخطب جمعة تتحدث عن مكانة العقل وضرورة التفكير غدت كشأن الخطب التي تتحدث عن المسيح الدجال والذي من علامات ظهوره هو ندرة ذكره على منابر الجمعة....سعود المحمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق