الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

مشهد حياة موت على تراتيل الشيخ عبد الرحمن السديس؟

استقبلت بسرور متآخذ في بهجته نبرات صوت ابنها القادم كقطرة ماء عذبة من فيض السماء سقطت على قطعة حرير مسترسلة في نعومتها بعد انتظار طال فيه الشوق لذلك المولود الصغير،تمنت تلك الزوجة أن يشاركها زوجها فرحة قدوم ذلك الطفل في لحظة سعادة انسانية تكون أيدي الفرح بين الزوجين متعانقة كما هي العادة أن تكون مشاعرهم متصافحة كذلك،لكن ذلك الزوج رمى بها في أدراج النسيان لردحاٍ من الزمن في بيت أهلها تحاكي جنينها الصغير بين جدران غرفتها الباردة وشرفة نافذتها المفتوحة والتي تطل منها ورقة شجرة.كان لتلك الزوجة شقيقاٌ أصغر كان دوماً يصف لها كيف يكون طعم ولون البؤس فهو يخرج أجمل موجودات مختبئة في ظلال نفس الإنسان،كان ذلك الأخ يحدث تلك الأخت عن تلك الورقة المطلة على نافذتها فيقول:انظري أيتها الأخت لتلك الورقة فهي في الشتاء تعيش في جو بارد وتواجه هواءاً شديداً لكنها تبقى صامدة قوية،وفي الصيف تواجه أشعة الشمس الحارة فتشرب من ماء عرق جبينها لكي لا تذبل،كوني مثلها لتعيشي قوية.ذات مرة أصاب ذلك الطفل تعباٌ شديد ألم به،هرعت تلك الزوجة تطرق باب شقيقها لكنها كانت تطرق باب قلبها خوفاً وقلقاً على تعب صغيرها،ذهبت الزوجة مع شقيقها إلى المستشفى فتم تنويم ذلك الولد الصغير في تلك الحجرة الزجاجية الصغيرة،بدت تلك الحجرة كقطعة ألماس يشع نورها بسبب ذلك الطفل الجميل،جاء الطبيب يُجر خطى تقاسيم وجهه الحائرة بين شواربه السوداء والبيضاء فسكت برهة،علم ذلك الشقيق أنه يخفي أمراً ما على حمرة لسانه،فتحدث الطبيب قائلاً:هذا الطفل الصغير قد لا يعيش كثيراً فقلبه مصاباٌ بالضمور!! حزنت تلك الزوجة وتشظى فؤاد قلبها على مرض قطعة لها وفلذة كبدها، فأخذت تقول للطبيب:أعد تشخيصك لطفلي خالد أيها الطبيب فقد تكون مخطئاً؟
كان اسم ذلك الطفل خالد وكذلك بقي خالداً في تلك الحجرة الزجاجية لأيام قادمة.صباح اليوم التالي ضج قلب رنين الهاتف فعم صراخه مسامع المنزل فأسرعت تلك الزوجة الساهرة على شفاء ولدها فأجابت على الهاتف!! كان تنهيدات صوت الطبيب تسبق عبراته فقال لتلك الزوجة: ابنك ينازع الموت فأنصحك بالمجيء لرؤيته.ذهبت تلك الزوجة يرافقها شقيقها مسرعين نحو المشفى فكانت تلك الزوجة تتحسس صوت نبضات ابنها طيلة مشوار الطريق،بدت مسافة المسير لمشفى الحرس الوطني بعيدة متثاقلة في تلك الساعة،وصلت تلك الزوجة للمشفى فأسرعت تسارع نبضات قلب ابنها دون هوادة،وصلت للغرفة التي يرقد فيها ابنها كان في داخل الغرفة حجرة زجاجية أخرى سكن فيها قلب الطفل الصغير بعد مده بأنابيب انعاش قلبية، جلست تلك الدموع الشفافة تنهمر من مقلتيّ الأم الثكلى فامتزجت مع لمعان الحجرة الزجاجية التي يسكنها الطفل الصغير فكان ذلك المشهد كالمعان ألماس مع بريق دموع، كان يقف شقيق تلك الزوجة على مقربة من باب تلك الغرفة،بدى صامتاً مسرفاً في تأمله لمشهد حياة موت ذلك الطفل، كانت ألحان تراتيل صوت الشيخ عبدالرحمن السديس تُضج روحانيةً في أركان الغرفة،كانت أصابع الطفل تتحرك رويداً رويداً،فجأة توقف صوت شريط الشيخ عبدالرحمن السديس عن الترتيل وتوقفت معه أصابع الطفل عن الحياة.......سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق