الجمعة، 25 نوفمبر 2011

يا خنجر النصر رفقاً بنزيف الخصر

عندما يكون الحديث عن نادي لم يبقى منه سوى أطلال جدران ماضي تشرق وتغيب عليها خيوط أشعة شمس لجمهور لطالما اغرورقت ثنايا قلبه وشغاف روحه في مزيج هذا النادي، هنا سيكون الحديث ذا مناحي متشعبة كتشعب مشاعر تلك الجماهير،لا جديد في مسلسل التدحرج الهزائمي والسقوط المريع الذي سجل وما زال يسجل على جبين هذا النادي، فلقد عرفت جماهير ذلك النادي كيف يكون طعم البؤس ولون الحسرة وشكلالطعنة الذي كان ومازال وسيبقى لأجل غير معلوم يدون في كتاتيب ويؤرخ في أراشيف نادي النصر وذاكرته العقلية.بداية عاماٍ ثالث تمضي من عمر ادارة نادي النصر، تتواصل كلمات الوعود و تُنسج خيوط العهود وتُرسم باقات الورود لصناعة فريق لدود مازال قابعاً وسط أخدود فأضحى كحملاٍ ودود.لم تكن للحظةً مشكلة نادي النصر الأزلية تنحصر في وجود مورد مالي ثابت بل كان العائق الرئيسي للنادي هو غياب تلك البنية العقلية التي ترتكز عليها أفكار البناء النفسي لتترجم لواقع عملي، لا يُنكر لإدارة النادي جهودها في جلب لاعبين للفريق لكن وحده الوعي والنظرة الثاقبة في عملية اختيار تلك العناصر كانت غائبة فأصبحت تلك الجهود خجلى لم تسعف في خلق نتائج بل كانت كإبر مخدرة ومسكنة لم تنجح في تضميد جراح أمل ببناء فريق أول قوي واستثمار مكامن القوة في درجاته السنية.دخلت ادارة النادي في حرب التصاريح واللعب على أوتار قضايا أندية لم يكن لنادي النصر فيها ناقة أو جمل، فخلقت العداء لنفسها و زرعت كراهية النادي لدى الغالبية من الأندية، أججت نيران البغض للنادي، دخلت في مهاترات مع نادي الهلال و ذريعة سطوته وتملكه للإعلام الرياضي وتشكيكها في بطولاته ففاتها قطار التفكير ببناء قوة اعلامية مثالية تضفي لها بريقاً وتناست كيف تعمل على ردم عيوب النادي ونقصه وخلله، كان لها ومايزال في أندية الإتفاق والفتح والفيصلي أسوة حسنة في النجاح حيث أن تلك الأندية ليس لديها ذلك المورد المادي كنادي النصر لكنها عرفت ماهية التكوين لروح فريق قتالي وطريقة غرس التفاني و رسم الإخلاص للشعار في نفوس لاعبيه. هكذا أنت أيها النصر ضاعت ملامح هويتك بعد وفاة أبيك المحب لك عبدالرحمن بن سعود-رحمه الله-الذي أحبك بصدق مشاعر أبوة في وقت ادعى الآخرون أبوةً زائفة لك أيها الأصفر الحزين، لن يعود مجدك إلا عندما يعود ابنك الماجد الذي صنع مجدك وأحرق شباك خصومك،لن تقوم لك قائمة إلا برجوع سهمك الملتهب لعرينك الأصفر فهو ابنك العالم والعارف ببواطن أسرارك وأحزانك وأفراحك في وقت رفضت آذان مسؤوليك سماع من أرادوا لك خيراً ونصحاً مدعيّن أنهم محاربين لك، مهلاً يا خنجر النصر فلقد أدميت خواصر جمهورك العاشق لك فماذا أنت فاعلاٌ بها..!
سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق