الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

سقوط انسان

ذات يوم غادرت خادمتنا متجهة وعائدة في طريقها نحو وطنها،سنتان بأيامها وصباحاتها ومساءاتها ولياليها مضت سراعاً من عمر الزمان قضتها تلك الخادمة في بيتنا،كنت خارجا من غرفتي متجها لخارج البيت فلمحت حقائبها وكانت قد حزمتها استعدادا للرحيل والمغادرة للمطار وربما وضعت في داخل الحقائب تلك الذكريات التي جمعتنا بها،على عجل أعادت ذاكرة عقلي تلك الأوقات التي كانت تستيقظ فيها منذ ساعات الصباح الباكر فتبدأ بمهام العمل من تنظيف البيت وغسل الصحون ونشر الغسيل في فصل الشتاء حيث وقع ونضح الماء يكون أثره مؤلما على اليدين كوقع الجليد حينما يتشظى ويتكسر فما بالك بوقعه على النفس والروح حينما يعانق برودة الطقس فهو يشابه شعور وخز الإبر،تأملت في مخيلتي حالها عن كثب كيف تركت أهلها وأولادها ووطنها وشقت وتجشمت عناء المسير لطلب الرزق القليل اليسير،وضعت لنفسها هدفا ساميا بأن تعود لتسعد وتفرح أبنائها بما قمت بجمعه طول مكوثها لدينا في مقابل أن تعايش قسوة ووطأة غربة،قد ننظر نحن لأولئك الخدم أنهم ليسوا من بني البشر في نظرنا القاصر حيث لا مشاعر ولا أحاسيس لهم فتكون تلك النظرة الاستعلائية الفوقيه المقيته من قبلنا نحوهم،قبيح هو ذلك السقوط والتدحرج بل والتهاوي الانساني عندما لا يستحضر المرء ذاته العاطفية والحسية والشعورية في مواقف ولحظات يعايشها مع من هم أقل منه قدرا ومنزلةً،أمسكت الخادمة حقائبها ايذانا بموعد الذهاب لوطنها وبدوري رميت بدعوة لرب السماء فوضعتها في عقب تلك الحقائب أن يهدي الله قلبها للإسلام يوما من الأيام.......سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق