الاثنين، 18 يوليو 2011

مصافحة يـــــــد

 المدينة:في الرياض.....المكان:لايهم....الوقت:أيضا لايهم....الموضوع:هو ذلك الأهم فهو الهم بحد ذاته.كنت في تلك اللحظة أبحث في جهاز الحاسب الالي،بينما أنا كذلك إذ بتلك اليد تمتد نحوي كي أصافحها فمددت يدي كي أبادلها المصافحة وما إن ضممت يدي لتلك اليد حتى أحسست أني أصافح يدي لا تلك اليد فأمعنت جيدا في تلك اليد التي مُدت لي،فوجدتها مبتورة الأصابع فلا وجود لأي اصبع،هنا نظرت لصاحب تلك اليد!! أوووووه إنه ذلك المحتاج!! سبق أن رأيته في ذلك المكان الذي اقضي فيه جل وقتي..لكن من هو ذلك المحتاج وما هو شخصه وكيف يبدو؟ لم تكن إمرأة طاعنة في السن...ولم يكن شابا في مقتبل العمر...كان أب..يعني رب أسرة..يعني مسؤول عن بيت..نعود لكلمة الأب التي تندرج منها كثير من المعاني فهو الخيمة بالنسبة لأركان البيت ويجلس تحت كنفها بقية أعضاء الأسرة..أن يكون ذلك المحتاج هو أب!!إنه فعلا شيء في قمة القهر والقسوة أن ترى ذلك المحتاج الذي جاوز عمره الخمسين على مايبدو لي...بادرني ذلك المحتاج بالسلام فسلمت عليه ودعوته للجلوس،كيف حالك ياعم؟هل أنت بخير؟ ظهرت الاجابة في ملامح وجهه...كانت تحمل كل معاني الانكسار والسقوط في لسان الحال..وتبع ذلك لسان المقال فأخرج لي ورقة أن بيته مرهون لذلك المرتهن..استلمت الورقة منه كانت تحمل كلام كثير وعبارات أكثر..لم تسقط عيني سوى على كلمة-إقرار برهن-ولم أمعن النظر إلا في كلمة-إقرار برهن-تلك الكلمة التي تحمل في مضامينها كثير من الأوصاف المغدقة في القسوة والعنفوان،فتلك الكلمة كانت تعني رهن ذلك الأب وتلك الأم وتلك العائلة برمتها التي ستبقى رهينة لرحمة ذلك المرتهن الذي لن يفك الرهان إلا بتسديد حفنة الأموال،فسيبقى ذلك الأب المحتاج رهين الفكر والحلم والرغبة لذلك المرتهن الذي لن يأخذه إلاً ولا ذمة في حال ذلك المحتاج.كنت فيما سبق قد أخذت رقم ذلك المحتاج في المرة التي سبق أن إلتقيته فيها..أخرجت جوالي بسرعة في تلك المرة وسجلته لدي على أمل أن أتصل به وأساعده بما يقدرني الله عليه...لكني نسيت بالطبع،فجاء ذلك اليوم الذي إلتقيته فيه فجاء هو بنفسه فعندما لقيته كأنه وجه لي تلك الصفعة رغم فقدان تلك اليد لأصابعها لكن تلك الصفعة هزتني..كأنها تخبرني وتقول لي:كم أنت دنيئ..وكم أنت حقير يا أيها المدعو سعود المحمود..لماذا أخذت رقمي ولماذا سجلت اسمي...فكأني في قرارة نفسي وجهت له طلبا بالعفو والغفران لأني لا أدري هل نسيت أم أني نُسيت وعدي له بالمساعدة في المرة الأولى.بعد قراءتي لورقة رهن بيت ذلك المحتاج فكرت بسرعة عن كيفية مساعدتي له فأخرجت جوالي مرة أخرى أبحث فيه عن رقم لعلي أوفق في إيجاد رقم رجل يفك أزمة هذا المحتاج فبحثت وبحثت وبعد بحث مضني وجدت رقم مميز لأحد التجار كان يسكن في جوالي وكان أيضا ذلك التاجر يسكن في حارتنا،لكني ترددت هنا بعض الشيء خوفا من أن لا يساعد ذلك التاجر هذا المحتاج،فقلت في نفسي:لا مانع من المحاولة يا سعود أعطه رقم التاجر وتكون قد أديت واجب المساعدة ولو على استحياء،سلمت ذلك المحتاج ذلك الرقم وقبل مغادرته جعلت يدي في جيبي ففكرت في اخراج ما في محفظتي من مال متواضع أساعد به ذلك المحتاج فأعطيته على مضض ماتجود به النفس وقبل اعطائي له ترددت!!لأني فكرت كيف له أن يحس بقيمة امساك المال وهو فاقد لأصابع اليد وتذكرت أولئك الأغنياء ورجال الأعمال وأولئك التجار فهم يملكون أصابع أيادي وليست يد،يتحسسون من خلالها تلك الأموال التي غصت..بل وشرقت بها حسابات البنوك فلو تكلمت تلك الحسابات وتلك البنوك لقالت لهم:كفى..كفى..أولا تعلمون شيئا غير لغة الإيداع والتحويل إلى وإلى الحساب فهم كذلك ونقيضهم قلة إلا من رحم الله وقليلا ما هم،هنا استئذنني ذلك الرجل المحتاج على أمل لقاء آخر يجمعني به استجلب من خلاله مساعدة تروي ظمأ الحرمان والعوز.......سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق