الاثنين، 18 يوليو 2011

سعادة رئيس التحرير وتعاسة رئيس التحفير

في خاطري تجول كثير من تلك الأمواج مابين الراكدة والجارفة...وقفت كثيرا وتأملت كلمة-القلم والكتابة-في نظري جلست أتأمل كثيرا تلك الملامح لهذه الكلمة..لم تكن ملامح عادية كانت تحمل معاني عديدة ربما أردت أن تكون في قلمي نقاط التقاط لها..وربما من خلال ماهية الكتابات أيضا...وربما أيضا أردت لها أن تكون صورة تحمل تلك العواصف والعواطف معا في الحس الكتابي دوما ما أفكر في كيفية كيف يكون ذلك الشخص كاتبا يحمل ذلك الحس والشعور والحضور...فأصور في نفسي خيال ذلك الكاتب الواسع فيخرج فيضرب على كتفي تلك الضربة الخفيفة في شكلها القوية في مضمونها.. فيقول هونك عليك يا فلان فلست مؤهلا بعد كي تملك احساس جميل بمثل جمالية رئيس التحرير..فيخرج لي قلمي فيقول إن لم أكن مثله سوف اتعلم كيف أصل مثله..سأتعلم كيف يرسم الخيال..ويفجر الأنهار..ويقفز من فوق التلال..ويتلاعب بقمم الجبال..ويتوارى خلف الظلال..من خلال قلمه الجميل..فأنت تكتب بشعور العليل..الذي لا يرضى بالقليل..وقفت عند قلمك فوجدته يعبر عما يختبىء في شقائق ذهني وينزوي في خلجات فكري...ذلك الكاتب الذي يحاكي من خلال قلمه هموم الفرد والوطن..ذلك القلم الذي كان يحلم أن يجد تلك الورقة البيضاء الجميلة والفخمة كي يكتب من خلالها..فأصابه الاكتئاب واليأس فبينما هو يسير في ذلك الشارع وجد ذلك الحائط المتسخ بكل ألوان الغبار والأتربة لكن ذلك الكاتب وجد فجأة علبة دهان!!كان لونها أبيضاً فوجد فيها الأمل فذهب فرمى تلك العلبة بذلك الجدار فأضحى ذلك الجدار المتسخ بألوان الغبار فصار جدار ذا بياض جبار..هنا وجد ذلك الكاتب الفرصة كي يكتب ما يشاء على ذلك الجدار فسوف يستخدم كل ألوان الطيف وأيضا ألوان قوس قزح الذي لأجله مسح وفي أحيان نزح..من وقائع الهموم..وأحداث الدروب..وقسوة الخطوب..لكنه سيسير إلى حيث ينشد في نفسه لقاء تلك النقطة!!لكن أي نقطة؟إنها تلك التي تعني عالم اللامغلق واللا محدود حيث أنها سئمت عيشا في وسط القيود..وموتا حيا في أعماق الأخدود..وقتل لحياة الورود..سيبقى يحلم بتلك النقطة ولما لا يحلم فالحلم هو غنى وثروة الفقراء الذي لن يقدر على مصادرته..وسرقته أولئك الاثرياء..هنا رن جرس المنبه ونطق ذلك الصوت الخفي!!قم يا صغيري..قم يا ولدي فقد حان موعد المدرسة وموعد الامتحان الذي فيه يكرم المرأ أو يهان!! هنا رد ذلك الولد الصغير قائلا:أماه كيف أكون صغير وأنا الآن كبير؟ وأي مدرسة تعنين وأي اختبار تقصدين؟ رد ذلك الصوت الخفي:ولدي أنت سبتقى ذلك الولد الصغير على هيئة الرجل الكبير مهما كبرت وتصورت..وتلك المدرسة هي مدرسة الحياة..وذلك الامتحان هو ذلك الهم الرنان..فإرمي كل شيء خلفك وانظر لتلك الشمس وقت السطوع لا وقت الغروب..واغمض عينيك واطلق لخيالاتك العنان بكل زيادة ودون أي نقصان..فسوف ترى ذلك الشاطئ الجميل كي ترتمي عليه هاربا من تلك الأوهام بعدم القدرة على ايصال صوت الإنسان الذي يسكن في نفسك..هنا نفذ الحبر فجأة ولم يتمكن الكاتب من اكمال الكتابة فقرر مواصلتها في خيالات الحقيقة فالخيال جزء من الحقيقة في كثير الأحيان.....كانت خواطر وعبرات وفي أحيان كثيرة زفرات تمخضت عن تلك العثرات فأحبت لنفسها أن تحاك خيوط قصتها من خلال نبض القلم الذي يعبر عن الألم ومن خلال صرخة بركان في عالم الصمت والنسيان،فأنت سعادة رئيس التحرير وأنا تعاسة رئيس التحفير..........سعود المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق