الاثنين، 12 مارس 2012

٢٠عام و٧٢٠٠دلة قهوة و٧٢٠٠آنية تمر



في أحد جوامع مدينة الرياض،وبعد الفراغ من صلاة مغرب كل يوم،ينفض المصلون بعد أدائهم للصلاة وانتهائهم من ذكر الله عز وجل والاستغفار والتسبيح له،فيتجه كل شخص إما لعمله أو أهله أو قضاء سائر شؤون الحياة.يا فلان تعال..يافلان اقترب..يا فلان أقبل..كان ذلك نداء العم عبدالله المبارك يدعو فيه المصلين لمشاركته في شرب القهوة وأكل الرطب.فقد دأب ذلك الشيخ العجوز الطيب بعد أن ينتهي صلاة المغرب من كل يوم على جلب القهوة والتمر والجلوس في المسجد ودعوة صحبه وجيرانه على مدى عشرين سنة لم ينقطع خلاله عن تلك العادة والتي ضرب من خلالها أجمل دروس الكرم وأروع ضروب السخاء وأبلغ صنوف العطاء.كان يأتي أصحاب الشيخ العجوز ورفقائه ليشاركوه مذاق الجلسة ونكهة الجمعة بحضور فتى يدعى سعيد،فكان يباشر مهام صب القهوة ومناولة التمر للحاضرين.

في أحد المرات جاء رجل من الجنسية العربية،فكان عابر سبيل فأدى صلاة مغرب ذلك اليوم في ذلك المسجد،هنا جلس العم عبدالله ينادي الرجل للحضور لجلسته،بعد أن هم الرجل بالقعود طلب العم عبدالله من سعيد تقريب آنية التمر للرجل وصب فنجان قهوة له،ففعل سعيد ما أمره العمل عبدالله بالقيام به.انتهى الرجل من تناول التمر وشرب القهوة ثم بدأ بالاستئذان من العم عبدالله لكي ينصرف لشأنه وذلك بعد أن وجه له شكره على جميل الضيافة ونبيل الحفاوة التي لقيها منه.هنا تحدث العم عبدالله قائلًا لرجل:إن كنت تُحبني فخذ فنجان قهوة أخير فقط..أخير فقط و حبة تمر أخيرة فقط..أخيرة فقط!!
فما كان من الرجل إلا أن أحس بالحرج والحياء من ذلك الشيخ العجوز الكريم،فأجابه بالقبول والموافقة،فصب سعيد للرجل فنجان القهوة وقدم له حبة التمر.

٢٠عامًا و٧٢٠٠دلة و٧٢٠٠آنية تمر موزعة على أيام عشرين سنة كانت تُمثل وتجسد كرم ذلك الشيخ العجوز،
فكم هي الحسنات التي سوف تجري له؟
وكم هي الثوابات التي ستتدفق له؟
وكم هم الأشخاص الذين سيقتدون بفعله؟
وكم هي الدعوات التي سترفع لله تعالى لأجله؟
فعلٌ بسيط مستمر سيجازي به الله عز وجل ما لا يعجز المرء عن مجرد تخيله.....سعود المحمود

هناك تعليق واحد: